نعمه فعرفها ، قال فما عملت فيها؟. قال ما تركت من سبيل تحبّ أن ينفق فيها ، إلّا أنفقت فيها لك ، قال : كذبت ، ولكنك فعلت ليقال : هو جواد ، فقد قيل ، ثمّ أمر به فسحب على وجهه ، ثمّ ألقي في النّار» (١) ، «أولئك أوّل خلق الله تسعر بهم نار جهنم» (٢).
ومن الواضح أنّ النّاس ، في هذه النّيّات الخربة ، قد أصبحوا موضوع عبادة مشترك مع الله سبحانه ، وقد شبّه الرّسول صلىاللهعليهوسلم هذه الرّذيلة بعبادة الأوثان ، وأسماها : «الشّرك الأصغر» (٣).
وقد خصص الأخلاقيون المسلمون ، وبخاصة المحاسبي. والغزالي فصولا ممتازة لبحث منابع هذا الفساد القلبي ، وأشكاله ، وأدويته. ولما كان هدفنا الجوهري أن نستنبط المبادىء العامّة الموجودة في القرآن فإننا نحيل القارىء إلى هذين المؤلفين بالنسبة إلى كلّ المسائل التّفصيلية.
__________________
(١) انظر ، صحيح مسلم : ٣ / ١٥١٣ ح ١٩٠٥ ، منية المريد : ١٣٤ ، تفسير القرطبي : ١ / ١٨ ، سنن النسائي (المجتبى) : ٦ / ٢٣ ح ٣١٣٧ السّنن الكبرى : ٣ / ١٧ ح ٤٣٤٥ و : ٥ / ٣٠ ح ٨٠٨٣ ، و : ٦ / ٤٧٧ ح ١١٥٥٩ ، مسند أحمد : ٢ / ٣٢١ ح ٨٢٦٠ ، بحار الأنوار : ٦٧ / ٢٤٩ ، التّرغيب والتّرهيب : ١ / ٢٩ ، نيل الأوطار : ٨ / ٣٤.
(٢) انظر ، المصادر السّابقة ، وصحيح ابن حبّان : ٢ / ١٣٧ ، المستدرك على الصّحيحين : ١ / ٥٧٩ ح ١٥٢٧ ، موارد الظّمآن : ١ / ٦١٩ ، التّخويف من النّار : ١ / ٢٠٥ ، سنن النّسائي (المجتبى) : ٤ / ٥٩١ ، بحار الأنوار : ٦٩ / ٣٠٥.
(٣) انظر ، مسند أحمد : ٥ / ٤٢٨ ـ ٤٢٩ من حديث محمود بن لبيد بن عقبة بن رافع الأوسي الأشهلي.
(المعرب). انظر ، زبدة البيان : ١٣٦ ، الّثمر الدّاني : ٦٧٨ ، مستدرك الوسائل : ١ / ١٠٧ ، حاشية رد المحتار : ٦ / ٧٤٧ ، عوالي اللئالي : ٢ / ٧٤ ، سبل السّلام : ٤ / ١٨٥ ، بحار الأنوار : ٦٩ / ٢٦٦ ، عدة الدّاعي : ٢١٤ ، منية المريد : ٣١٧.