وباطل. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ) (١) ، فهم (لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا) (٢) ، وأعلن أنّ أشخاصهم مستحقون للويل : (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ) (٣).
ويعد الحديث بين أوائل من تسعر بهم النّار يوم القيامة ثلاثة :
أوّلهم : «رجل استشهد ، فأتي به ، فعرفه نعمه ، فعرفها ، قال : فما عملت فيها؟ قال : قاتلت فيك حتّى استشهدت ، قال : كذبت ، ولكنك قاتلت لأن يقال : جريء ، فقد قيل ، ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتّى ألقي في النّار» (٤).
وثانيهم : «رجل تعلم العلم ، وعلمه ، وقرأ القرآن ، فأتي به ، فعرفه نعمه ، فعرفها ، قال : فما فعلت فيها؟. قال : تعلمت العلم ، وعلمته ، وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ، ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم ، وقرأت القرآن ليقال : هو قارىء ، فقد قيل ، ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتّى ألقي في النّار» (٥).
وثالثهم : «رجل وسع الله عليه ، وأعطاه من أصناف المال كلّه ، فأتي به ، فعرفه
__________________
(١) البقرة : ٢٦٤.
(٢) البقرة : ٢٦٤.
(٣) الماعون : ٤ ـ ٦.
(٤) انظر ، تفسير القرطبي : ١ / ١٨ ، صحيح مسلم : ٣ / ١٥١٣ ح ١٩٠٥ ، المستدرك على الصّحيحين : ٢ / ١٢٠ ح ٢٥٢٤ ، السّنن الكبرى : ٣ / ١٧ ح ٤٣٤٥ ، مسند أحمد : ٢ / ٣٢١ ح ٨٢٦٠ ، جامع العلوم والحكم : ١ / ١٥ ، التّرغيب والتّرهيب : ١ / ٢٨ ح ٢٨ ، نيل الأوطار : ٨ / ٣٤.
(٥) انظر ، تفسير القرطبي : ١ / ١٨ ، سنن النسائي (المجتبى) : ٦ / ٢٣ ح ٣١٣٧ ، صحيح مسلم : ٣ / ١٥١٣ ح ١٩٠٥ ، السّنن الكبرى : ٣ / ١٧ ح ٤٣٤٥ ، جامع العلوم والحكم : ١ / ١٥ ، التّرغيب والتّرهيب : ١ / ٢٨ ح ٢٨ و ١٧٧ ، نيل الأوطار : ٨ / ٣٤.