السّنة ، وفي أحوال كثيرة ، غير هذه الفترة المفروضة. إنّ في ذلك بلا ريب تدريبا عظيما ، لحطم عبودية الجوارح.
ولكن ، هل هذا الإنتصار باهظ دائما ، وفي كلّ مكان ، لدرجة أنّه يقتضينا تضحية مرهقة؟ ..
إنّه على الرّغم من التّشاؤمية المفرطة ، الّتي تنظر إلى الحياة الأخلاقية من خلال منظار أسود ، والّتي ترى أنّ الشّر قانون الطّبيعة الّذي لا يرحم ـ فإننا نجيب عن هذا السّؤال بأنّه ليس الأمر هكذا دائما.
وبدهي أننا لا نريد أن نتكلم عن فطرة ملائكية ، لم تطرح بالنسبة إليها مشكلة الشّر مطلقا ، من حيث كان محالا على مثل هذه الفطرة أن تفعل غير الخير. ولسنا نتكلم أيضا عن مريض ، ربما تنقصه كلّية الطّاقة العضوية ، ليأتي شرّ ما ، وربما ينقصه الذوق العادي ليسيغ لذة معينة.
فهاتان الحالتان ، ما فوق الأخلاقية [Supramoral] ، والحياة الأخلاقي [amoral] ، هما خارج القضية سواء.
ولكنا وإن بقينا في مجال الفطرة الإنسانية الكاملة ، المزودة بالغرائز ، وبالعقل ـ نلاحظ لدى كثير من الأشخاص قدرا من الإنبعاث التّلقائي فيما يصدرون من قرارات خيرة ، وهو إنبعاث ذو درجات لا تحصى ، تصعد إلى أعلى درجة ، وتهبط إلى أدناها ، بحيث إنّ هذه القرارات لا تجد ما يقاومها حسيا من النّزعات المضادة.
ولا يقتصر الأمر على حالة اتخاذ قرار عادي ، أو تافه فحسب ، بل حتّى في