الطبيعة النّفس ، وملكاتها ، ثم تعريف للفضيلة وتقسيم لها ، مرتب في غالب الأمر بحسب النّموذج الإفلاطوني ، أو الأرسطي (١) ، وكثيرا ما نرى المنهجين يتعاقبان في قلم كاتب واحد (٢) ، وإذن فلم يكن هنالك سوى كتب إنسانية محضة ، أجهد مؤلفوها أنفسهم ، فاستودعوها ثمرات تأملاتهم ، ودراساتهم الفلسفية ، ولم يظهر فيها النّص القرآني كلّية ، أو هو لا يكاد يظهر إلّا بصفة ثانوية.
فلم تكن الأخلاق القرآنية إذن الموضوع الرّئيسي للدراسة ، والتّقنين ، لدى
__________________
ـ ظفر بها ، وسماه الأخلاق والسّير في مداواة النّفوس طبع في بيروت سنة ١٣٢٥ ه ، وطبع بمطبعة ذكر أنّه جاء به بعض زيادات عن الطّبعة الأولى بمصر أو دمشق ، وطبع بمطبعة الجمالية سنة ١٣٣١ ه ، وسمي كلمات في الأخلاق أو مداواة النّفوس ، ومعها كلمات في الأخلاق لقاسم بك أمين المصري.
انظر ، كشف الظّنون : ٢ / ١٦٤١ ، سير أعلام النّبلاء : ١٨ / ١٩٨ ، هدية العارفين : ١ / ٦٩٠ ، المطبوعات العربية : ١ / ٨٦ و : ٢ / ١٤٨٢ ، الأعلام : ٤ / ٢٥٥ ، معجم المؤلفين : ٧ / ١٦.
(١) خير كتاب تبع هذا النّظام ، وأشهره هو كتاب ابن مسكويه : «تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق» ـ المؤلف ـ ، وقد نشرته الجامعة الأمريكية ببيروت عام ١٩٦٦ م ، بتحقيق الاستاذ قسطنطين زريق. «المعرب».
وهناك كتاب الأخلاق الناصري في تهذيب الأخلاق للحكيم المحقق نصير الدّين محمد بن محمد بن الحسين الطّوسي (ت ٥٩٧ ه ـ ٦٧٢ ه) كما جاء في كشف الحجب والأستار : ٣٢ ، ومكارم الأخلاق للطبرسي طبع في مطبعة الوطن سنة ١٢٩٨ ه ، وتهذيب الأخلاق للسيد إبراهيم بن السّيد محمد شبر الحسيني النجفي ، وهذيب الأخلاق للمولى محمد صالح الشّهير بآغا بزرك بن آغا عبد الباقي بن المولى محمد صالح المازندراني ، وتهذيب الأخلاق في تزكية النفس لمولى عبد الوحيد الگيلاني تلميذ الشّيخ البهائي صاحب «أنيس الواعظين». انظر ، الذريعة : ٣ / ٨٥ و : ٤ / ٥٠٧ و : ١٧ / ٢٢ و : ١٨ / ٢٩٦ ، كشف الظّنون : ١٨ / ٢٦٩ ، كشف الظّنون : ٢ / ١٤٣٦ ، الأعلام : ١ / ٢١٢ ، معجم المطبوعات : ١ / ٢٣٨ و : ٢ / ١٢٢٨ ، هدية العارفين : ١ / ٧٣.
(٢) يظهر هذا لدى الإصفهاني في «الذّريعة» ، وبصورة أكثر كمالا ، وامتدادا لدى الغزالي في كثير من كتبه ، وبخاصة موسوعته الإسلامية : «إحياء علوم الدّين».