* جهد من أجل اكتساب ما يكون صدقة (١).
* جهد لأداء العبادة في وقتها المحدد ، دون نظر إلى الفصول ، وتغير ظروف الجو ، والمناخ. ولهذا كان من الواجب أداء الصّلاة ، بطريقة أو بأخرى ، متى حان وقتها : (إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) (٢) ، حتّى خلال الحرب : (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً) (٣). والصّوم يجب أداؤه ، في أطول الأيام ، مثلما يؤدى في أقصر الأيام : (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) (٤).
والحجّ يؤدى ، في أي فصل من فصول السّنّة وقع : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِ) (٥) ، (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ) (٦).
ومن المعلوم ، فيما قبل الإسلام ، أنّ العرب لكي ييسروا تجارتهم في سوقهم السّنوية ، ولكي يوفقوا بينها ، وبين هذه العبادة ـ جعلوها ثابتة في الرّبيع ، واقتضاهم هذا أن يقوموا بعملية تأجيل تسمى (النّسيء) ، فألغى القرآن هذه العادة حين أثبت (أو بالأحرى ـ أعاد تثبيت) تأريخه القمري المحدد ، بحيث يمر على التّوالي بجميع فصول السّنة ، وفي ذلك يقول تعالى : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ) (٧).
__________________
(١) انظر : ٤٨١ من الأصل : (حديث الصّدقة).
(٢) النّساء : ١٠٣.
(٣) البقرة : ٢٣٩.
(٤) البقرة : ١٨٥.
(٥) البقرة ٢ : ١٨٩.
(٦) البقرة : ١٩٧.
(٧) التّوبة : ٣٧.