(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (١).
بل إنّ هنالك فرصة ممتازة يجب أن نهتبلها ، كيما نتأمل تأملا سليما في طبيعتنا ، وعلاقتنا بالله ، وبالناس.
بأي خشوع ـ في الواقع ـ يتعين علينا أن ننظر إلى ضعفنا تحت ضغط الضّرورات على أبداننا : (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً) (٢).
وأيّة عظمة ، وأي إحسان ، نحن مدينون بهما لله ، الّذي وهبنا هذا النّور : (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (٣).
وأخيرا لنذكر بعض إخواننا الّذين يتألمون في حياتهم العادية ، دون أن
__________________
ـ جامع المدارك : ٣ / ١٢٤ ، مسند أبي يعلى : ٤ / ٣٢ ح ٢٠٣٦ ، فيض القدير : ٥ / ٤٢٨). ويقول صلوات الله وسلامه عليه : «فتداووا ولا تداووا بحرام» (انظر ، سنن أبي داود : ٤ / ٧ ح ٣٨٧٤ ، سنن البيهقي الكبرى : ١٠ / ٥ ، فتح الباري : ١٠ / ١٣٥ ، التّمهيد لابن عبد البر : ٥ / ٢٧٣ ، فيض القدير : ٢ / ٢١٦ ، الدّراية في تخريج أحاديث الهداية : ٢ / ٢٤٢ ح ٩٨٢).
ومن الممكن القول بأنّ هذه العناية المادية لا تعتبر دائما واجبا لازما ، وشاملا. وهؤلاء الّذين لديهم من الهموم أعظم مما ينظرون إلى أجسادهم يفضلون أحيانا أن يتحملوا الأوجاع البدنية بشجاعة عن أن يلجأوا إلى مداواتها ، أو إلى تصرفات غير عادية ، أو بالغة القسوة ، من مثل ما أشار إليه قوله عليه الصّلاة والسّلام : «هم الّذين لا يسترقون ، ولا يتطيرون ، ولا يكتوون ، وعلى ربهم يتوكلون» (انظر ، صحيح مسلم : ١ / ١٩٨ ح ٢١٨ و ٢٢٠ ، صحيح البخاري : ٥ / ٢١٥٧ ح ٥٣٧٨ و ٦١٠٧ و ٦١٠٧٥ ، صحيح ابن حبّان : ١٣ / ٤٤٧ ح ٦٠٨٤ ، المسند المستخرج على صحيح مسلم : ١ / ٢٨٣ ح ٥٢٣ و ٥٢٤ و ٥٢٧ ، موارد الظّمآن : ١ / ٦٥٨ ح ٢٦٤٦ ، سنن التّرمذي : ٤ / ٦٣١ ح ٢٤٤٦).
(١) البقرة : ١٥٥.
(٢) النّساء : ٢٨.
(٣) البقرة : ١٨٥.