الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)(١) ـ قال ـ وكانت سارة قائمة فلمّا سمعت ، قالت : أوه (٢). وهي الصّرّة التي قال الله تعالى : (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ)(٣) يعني ضربت وجهها (فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ)(٤) أي كبيرة لم تلد (قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)(٥) الموجود ذو الشرف والمجد والكرم ، وفي آية أخرى : (وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ)(٦) تخدمهم (فَضَحِكَتْ)(٧) أي حاضت (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ)(٨).
فإسحاق قد مضى عليه ثمانون سنة فكفّ بصره ، وكان ملازما لمسجده ، فبينما هو ذات يوم جالس إلى جانب امرأته إذ راودها ، فضحكت حتى بدت نواجذها ، فقالت زوجته ، واسمها رباب بنت لوط عليهالسلام ، ويل قدرة : يا إسحاق. فقال : نعم ، إن شاء الله ، فواقعها ، فحملت بولدين ذكرين ، وأخبرته بحملها ، فقال لها إسحاق : لا تعجبي من ذلك ، لأني رأيت في أوّل عمري في المنام ذات ليلة كأنه خرجت من ظهري شجرة عظيمة
__________________
(١) الحجر : ٥٢ ـ ٥٦.
(٢) أوه : كلمة معناها التحزّن. «لسان العرب ـ أوه ـ ج ١٣ ، ص ٤٧٢».
(٣) الذاريات : ٢٩.
(٤) نفس المصدر.
(٥) هود : ٧٢ و ٧٣.
(٦) هود : ٧٠ و ٧١.
(٧) هود : ٧١.
(٨) نفس المصدر.