للأصل ، ولأنه لو كان شيء لظهر وبان وشاع ، لا سيما في مثل هذا الأمر العام البلوى ، خصوصا مع اهتمام الناس على حفظ مثل هذه الامور عن النبي صلىاللهعليهوآله.
فاستعماله صلىاللهعليهوآله لهذه الألفاظ معلوم نطقا ، ووضعه صلىاللهعليهوآله لها مشكوك ؛ فيطرح المشكوك بالأصل ، فيكون استعمال هذه الألفاظ اللغوية ، كاستعمال لفظ (الميزان) في الموازين الحادثة بعد وضع لفظ الميزان ، كميزان الحرارة والكهرباء ، ومثل كون علم المثلثات ميزانا لمعرفة البراهين ، وعلم العروض ميزانا لمعرفة الشعر ، وفي زيارة علي عليهالسلام : «السّلام على ميزان الأعمال» ، ومثل هذه الألفاظ كثير لا يحصى مع أنه لا ثمرة عملية بل ولا علمية لهذا البحث رأسا ، لأن مراده صلىاللهعليهوآله من هذه الألفاظ ببيانه وبيان أوصيائه عليهمالسلام معلوم ، سواء ثبتت الحقيقة الشرعية أم لا ، وقد تقدم أن الظهور المرادي حجة متبعة ، سواء استند إلى الحقيقة أم غيرها ، وما كان مجملا يكون ساقطا ولو كان حقيقة.
وأما ما اصطلح عليه ب (حقيقة المتشرعة) فلا وجه له أيضا بعد ما مرّ من أنها حقائق لغوية.
نعم ، بناء على أن استعمال الشارع لتلك الألفاظ في المعاني المستحدثة كان على نحو المجاز ، لكن صار ذلك المجاز حقيقة متشرعة ، لكثرة الاستعمال في المعاني المستحدثة ، لا بأس به ، ولكن أصل المبنى باطل ، كبطلان كون استعمال الشارع لها يكون من المجاز ، أو حصول الوضع التخصصي من استعماله ، أو أن استعماله ليس من الحقيقة والمجاز ، وإنما حصلت الحقيقة التخصصية في لسان تابعيه ، فكل ذلك رجم بالغيب ومن مجرد الدعوى بلا ريب.