و (رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ) : رابعهم مبتدأ ؛ وكلبهم : خبره. ولا يعمل اسم الفاعل هنا لأنه ماض. والجملة صفة لثلاثة ، وليست حالا ؛ إذ لا عامل لها ؛ لأنّ التقدير : هم ثلاثة ، و «هم» لا يعمل ، ولا يصحّ أن يقدّر هؤلاء ، لأنها إشارة إلى حاضر ، ولم يشيروا إلى حاضر. ولو كانت الواو هنا وفي الجملة التي بعدها لجاز ، كما جاز في الجملة الأخيرة ؛ لأنّ الجملة إذا وقعت صفة لنكرة جاز أن تدخلها الواو. وهذا هو الصحيح في إدخال الواو في (ثامِنُهُمْ).
وقيل : دخلت لتدلّ على أنّ ما بعدها مستأنف حقّ ، وليس من جنس المقول برجم الظنون.
وقد قيل فيها غير هذا ، وليس بشيء.
و (رَجْماً) : مصدر ؛ أي يرجمون رجما.
٢٤ ـ (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) : في المستثنى منه ثلاثة أوجه :
أحدها ـ هو من النهى ؛ والمعنى : لا تقولنّ أفعل غدا إلا أن يؤذن لك في القول.
والثاني ـ هو من فاعل ؛ أي لا تقولنّ إنى فاعل غدا حتى تقرن به قول إن شاء الله.
والثالث ـ أنه منقطع.
وموضع (أَنْ يَشاءَ اللهُ) نصب على وجهين :
أحدهما ـ على الاستثناء ، والتقدير : لا تقولنّ ذلك في وقت ، إلا وقت أن يشاء الله ؛ أي يأذن ؛ فحذف الوقت ، وهو مراد.
والثاني ـ هو حال ، والتقدير : لا تقولنّ افعل غدا إلا قائلا إن شاء الله ، فحذف القول. وهو كثير.
وجعل قوله : «أن يشاء» في معنى إن شاء ؛ وهو ممّا حمل على المعنى.
وقيل : التقدير : إلا بأن يشاء الله ؛ أي متلبّسا بقول إن شاء الله.
٢٥ ـ (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) : يقرأ بتنوين مائة ، و «سنين» ـ على هذا : بدل من ثلاث.
وأجاز قوم أن تكون بدلا من مائة ؛ لأنّ مائة في معنى مئات.
ويقرأ بالإضافة ؛ وهو ضعيف في الاستعمال ؛ لأنّ مائة تضاف إلى المفرد ، ولكنه حمله على الأصل ؛ إذ الأصل أضافه العدد إلى الجمع ، ويقوّي ذلك أنّ علامة الجمع هنا جبر لما دخل السّنة من الحذف ؛ فكأنها تتمّة الواحد.
(تِسْعاً) : مفعول (ازْدَادُوا) ، وزاد متعدّ إلى اثنين ، فإذا بني على افتعل تعدّى إلى واحد.
٢٦ ـ (أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ) : الهاء تعود على الله عزوجل ، وموضعها رفع ؛ لأن التقدير : أبصر الله ، والباء زائدة ، وهكذا في فعل التعجّب الذي هو على لفظ الأمر.
وقال بعضهم : الفاعل مضمر ؛ والتقدير : أوقع أيها المخاطب إبصارا بأمر الكهف ، فهو أمر حقيقة.
(وَلا يُشْرِكُ) : يقرأ بالياء وضمّ الكاف على الخبر عن الله. وبالتاء على النهى ؛ أي أيها المخاطب.
٢٨ ـ (وَاصْبِرْ) : هو متعدّ ؛ لأن معناه احبس ، و (بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ). قد ذكرا في الأنعام.
(وَلا تَعْدُ عَيْناكَ) : الجمهور على نسبة الفعل إلى العينين. وقرأ الحسن : تعدّ عينيك ـ بالتشديد والتخفيف ؛ أي لا تصرفهما.
(أَغْفَلْنا) : الجمهور على إسكان اللام ، و (قَلْبَهُ) بالنصب ؛ أي أغفلنا عقوبة له ، أو وجدناه غافلا.
ويقرأ بفتح اللام ، و «قلبه» بالرفع ، وفيه وجهان :
أحدهما ـ وجدنا قبله معرضين عنه.
والثاني ـ أهمل أمرنا عن تذكّرنا.
٢٩ ـ (يَشْوِي الْوُجُوهَ) : يجوز أن يكون نعتا لماء ، وأن يكون حالا من المهل ، وأن يكون حالا من الضمير في «الكاف» ، أو في الجار.
(وَساءَتْ) : أي ساءت النار.