ولا يجوز أن يكون معطوفا على ذوي القربى ؛ لئلا يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه الذي هو في حكم الصّلة بالأجنبي ، وهم الموفون.
والوجه الثالث ـ أن يعطف الموفون على الضمير في آمن ، وجرى طول الكلام مجرى توكيد الضمير ؛ فعلى هذا يجوز أن ينتصب الصابرين على إضمار أعني ، وبالعطف على ذوي القربى ؛ لأنّ الموفون على هذا الوجه داخل في الصفة.
(وَحِينَ الْبَأْسِ) : ظرف للصابرين.
١٧٨ ـ (الْحُرُّ بِالْحُرِّ) : مبتدأ وخبر ؛ والتقدير : الحرّ مأخوذ بالحر.
(فَمَنْ عُفِيَ لَهُ) : من في موضع رفع بالإبتداء.
ويجوز أن تكون شرطية. وأن تكون بمعنى الذي. والخبر (فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ). والتقدير : فعليه اتباع.
و (مِنْ أَخِيهِ) ؛ أي من دم أخيه ، و «من» كناية عن ولي القاتل ؛ أي من جعل له من دم أخيه بدل ، وهو القصاص ، أو الدّية.
و (شَيْءٌ) : كناية عن ذلك المستحقّ.
وقيل : «من» كناية عن القاتل ؛ والمعنى : إذا عفي عن القاتل فقبلت منه الدّية.
وقيل : «شيء» بمعنى المصدر ؛ أي من عفي له من أخيه عفو ؛ كما قال : (لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) ؛ أي ضيرا. (وَأَداءٌ إِلَيْهِ) : أي إلى وليّ المقتول.
(بِإِحْسانٍ) : في موضع نصب بأداء.
ويجوز أن يكون صفة للمصدر ، وكذلك بالمعروف.
ويجوز أن يكون حالا من الهاء ؛ أي فعليه اتباعه عادلا ومحسنا ؛ والعامل في الحال معنى الاستقرار.
(فَمَنِ اعْتَدى) : شرط. (فَلَهُ) جوابه.
ويجوز أن يكون بمعنى الذي.
١٧٩ ـ (يا أُولِي الْأَلْبابِ) : يقال في الرفع أولو بالواو ؛ وأولي بالياء في الجر والنصب ، مثل ذوو.
وأولو جمع ، واحده «ذو» من غير لفظه ، وليس له واحد من لفظه.
١٨٠ ـ (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ) : العامل في «إذا» كتب ، والمراد بحضور الموت حضور أسبابه ومقدّماته ، وذلك هو الوقت الذي فرضت الوصية فيه.
وليس المراد بالكتب حقيقة الخطّ في اللّوح ؛ بل هو كقوله : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى) ونحوه.
ويجوز أن يكون العامل في إذا معنى الإيصاء ، وقد دلّ عليه قوله : الوصية.
ولا يجوز أن يكون العامل فيه لفظ الوصية المذكورة في الآية ؛ لأنها مصدر ، والمصدر لا يتقدم عليه معموله ، وهذا الذي يسمّى التّبيين.
وأما قوله : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً) فجوابه عند الأخفش (الْوَصِيَّةُ) وتحذف الفاء ، أي فالوصية للوالدين ؛ واحتج بقول الشاعر :
من يفعل الحسنات الله يشكرها |
|
والشرّ بالشرّ عند الله مثلان |
فالوصيّة على هذا مبتدأ ، و (لِلْوالِدَيْنِ) خبره.
وقال غيره : جواب الشرط في المعنى ما تقدّم من معنى كتب الوصية ؛ كما تقول : أنت ظالم إن فعلت.
ويجوز أن يكون جواب الشّرط معنى الإيصاء ، لا معنى الكتب ؛ وهذا مستقيم على قول من رفع الوصية بكتب وهو الوجه. وقيل : المرفوع بكتب الجار والمجرور ، وهو عليكم ؛ وليس بشيء.
(بِالْمَعْرُوفِ) : في موضع نصب على الحال ؛ أي ملتبسة بالمعروف لا جور فيها.
(حَقًّا) : منصوب على المصدر ؛ أي حقّ ذلك حقّا.
ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف ؛ أي كتبا حقا ، أو إيصاء حقا.
ويجوز في غير القرآن الرفع بمعنى : ذلك حقّ.
و (عَلَى الْمُتَّقِينَ) : صفة لحقّ.
وقيل : هو متعلّق بنفس المصدر ؛ وهو ضعيف ؛ لأنّ المصدر المؤكّد لا يعمل ؛ وإنما يعمل المصدر المنتصب بالفعل المحذوف إذا ناب عنه ، كقولك : ضربا زيدا ؛ أي أضرب.
١٨١ ـ (فَمَنْ بَدَّلَهُ) : «من» : شرط في موضع رفع مبتدأ ، والهاء ضمير الإيصاء ؛ لأنه بمعنى الوصيّة.
وقيل : هو ضمير الكتب.
وقيل : هو ضمير الأمر بالوصية ، أو الحكم المأمور به.
وقيل : هو ضمير المعروف. وقيل : ضمير الحق.
(بَعْدَ ما سَمِعَهُ) : «ما» مصدرية.
وقيل : هي بمعنى الذي ؛ أي بعد الذي سمعه من النهي عن التبديل.
والهاء في (إِثْمُهُ) ضمير التبديل الذي دلّ عليه بدّل.
١٨٢ ـ (مِنْ مُوصٍ) : يقرأ بسكون الواو وتخفيف الصاد ، وهو من أوصى. وبفتح الواو وتشديد الصاد ، وهو من وصّى ، وكلتاهما بمعنى واحد.
ولا يراد بالتشديد هنا التكثير ؛ لأنّ ذلك إنما يكون في الفعل الثلاثي إذا شدّد ، فأما إذا كان التشديد نظير الهمزة فلا يدلّ على التكثير ، ومثله نزّل وأنزل.
و «من» متعلّقة بخاف.
ويجوز أن تتعلّق بمحذوف على أن تجعل صفة ل (جَنَفاً) في الأصل ؛ ويكون التقدير : فمن خاف جنفا كائنا من موص ، فإذا قدم انتصب على الحال ؛ ومثله أخذت من زيد مالا ، إن شئت علقت «من» بأخذت ، وإن شئت كان التقدير : مالا كائنا من زيد.
١٨٣ ـ (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ) : المفعول القائم مقام الفاعل.
وفي موضع الكاف أربعة أوجه :
أحدها ـ هي في موضع نصب صفة للكتب ؛ أي كتبا كما كتب ؛ فما على هذا الوجه مصدرية.