أحدها ـ أنه بدل من أياما معدودات.
والثاني ـ على إضمار أعني شهر.
والثالث ـ أن يكون منصوبا بتعلمون ؛ أي إن كنتم تعلمون شرف شهر رمضان ، فحذف المضاف.
ويقرأ في الشاذ شهري رمضان على الابتداء والخبر.
وأما قوله : (أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) فالمعنى في فضله ، كما تقول : أنزل في الشيء آية.
وقيل : هو ظرف ؛ أي أنزل القرآن كله في هذا الشهر إلى السماء الدنيا.
و (هُدىً) ؛ و (بَيِّناتٍ) حالان من القرآن.
(يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ) : الباء هنا للإلصاق ؛ والمعنى : يريد أن يلصق بكم اليسر فيما شرعه لكم.
والتقدير يريد الله بفطركم في حال العذر اليسر.
(وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) : هو معطوف على اليسر ؛ والتقدير : لأن تكملوا. واللام على هذا زائدة ، كقوله تعالى : (وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ).
وقيل : التقدير : ليسهل عليكم ، ولتكملوا.
وقيل : (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) فعل ذلك.
١٨٦ ـ (فَإِنِّي قَرِيبٌ) ؛ أي فقل لهم : إنّي ؛ لأنه جواب : (إِذا سَأَلَكَ). و (أُجِيبُ) : خبر ثان. و (فَلْيَسْتَجِيبُوا) : بمعنى فليجيبوا ؛ كما تقول : قرّ واستقرّ بمعنى ؛ وقالوا استجابة بمعنى جابة.
(لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) : الجمهور على فتح الياء وضمّ الشين ؛ وماضيه رشد ـ بالفتح.
ويقرأ بفتح الشين ، وماضيه رشد ـ بكسرها ، وهي لغة.
ويقرأ بكسر الشين ، وماضيه أرشد ؛ أي غيرهم.
١٨٧ ـ (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ) : ليلة ظرف لأحلّ ؛ ولا يجوز أن تكون ظرفا للرّفث من جهة الإعراب ؛ لأنه مصدر ، والمصدر لا يتقدّم عليه معموله.
ويجوز أن تكون الليلة ظرفا للرفث على التبيين ؛ والتقدير : أحلّ لكم أن ترفثوا ليلة الصيام ؛ فحذف وجعل المذكور مبيّنا له ، والمستعمل الشائع رفث بالمرأة ـ بالباء ؛ وإنما جاء هنا بإلى ، لأنّ معنى الرفث الإفضاء ، وكأنه قال الإفضاء.
(إِلى نِسائِكُمْ) : والهمزة في نساء مبدلة من واو ؛ لقولك في معناه نسوة ؛ وهو جمع لا واحد له من لفظه ؛ بل واحدته امرأة ؛ وأما نساء فجمع نسوة ، وقيل : لا واحد له.
(كُنْتُمْ تَخْتانُونَ) : كنتم هنا لفظها لفظ الماضي ، ومعناها على المضيّ أيضا ؛ والمعنى : أن الاختيان كان يقع فتاب عليهم منه.
وقيل : إنه أراد الاختيان في المستقبل ؛ وذكر «كان» ليحكي بها الحال ؛ كما تقول : إن فعلت كنت ظالما.
وألف تختانون مبدلة من واو ؛ لأنه من خان يخون ، وتقول في الجمع خونة.
(فَالْآنَ) : حقيقة الآن الوقت الذي أنت فيه ؛ وقد يقع على الماضي القريب منك ، وعلى المستقبل القريب وقوعه ؛ تنزيلا للقريب منزلة الحاضر ، وهو المراد هنا ؛ لأنّ قوله : (فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَ) ؛ أي فالوقت الذي كان يحرم عليكم الجماع فيه من الليل قد أبحناه لكم فيه ، فعلى هذا «الآن» ظرف ل «باشروهنّ». وقيل : الكلام محمول على المعنى ، والتقدير : فالآن قد أبحنا لكم أن تباشروهنّ ؛ ودلّ على المحذوف لفظ الأمر الذي يراد به الإباحة ؛ فعلى هذا الآن على حقيقته.
(حَتَّى يَتَبَيَّنَ) : يقال : تبيّن الشيء وبان ، وابان ، واستبان ـ كلّه لازم ؛ وقد يستعمل أبان واستبان وتبيّن متعدّية.
و «حتى» بمعنى إلى.
و (مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ) : في موضع نصب ؛ لأنّ المعنى حتى يباين الخيط الأبيض الخيط الأسود ؛ كما تقول : بانت اليد من زندها ؛ أي فارقته.
وأما (مِنَ الْفَجْرِ) فيجوز أن يكون حالا من الضمير في الأبيض. ويجوز أن يكون تمييزا.
والفجر في الأصل : مصدر فجر يفجر ، إذا شقّ.
(إِلَى اللَّيْلِ) : إلى هاهنا لانتهاء غاية الإتمام.
ويجوز أن يكون حالا من الصيام ليتعلق بمحذوف.
(وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ) : مبتدأ وخبر في موضع الحال ؛ والمعنى : لا تباشروهنّ وقد نويتم الاعتكاف في المسجد ؛ وليس المراد النهي عن مباشرتهنّ في المسجد ؛ لأنّ ذلك ممنوع منه في غير الاعتكاف.
(تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَقْرَبُوها) : دخول الفاء هنا عاطفة على شيء محذوف تقديره : تنبّهوا فلا تقربوها.
(كَذلِكَ) : في موضع نصب صفة لمصدر محذوف ؛ أي بيانا مثل هذا البيان يبيّن.
١٨٨ ـ (بَيْنَكُمْ) : يجوز أن يكون ظرفا لتأكلوا ؛ لأن المعنى لا تتناقلوها فيما بينكم.
ويجوز أن يكون حالا من الأموال ؛ أي كائنة بينكم ، أو دائرة بينكم ، وهو في المعنى كقوله : (إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ).
و (بِالْباطِلِ) : في موضع نصب بتأكلوا ؛ أي لا تأخذوها بالسبب الباطل.
ويجوز أن يكون حالا من الأموال أيضا ، وأن يكون حالا من الفاعل في تأكلوا ؛ أي مبطلين.
(وَتُدْلُوا) : مجزوم عطفا على تأكلوا.
واللام في (لِتَأْكُلُوا) متعلقة بتدلوا.
ويجوز أن يكون تدلوا منصوبا بمعنى الجمع ؛ أي لا تجمعوا بين أن تأكلوا وتدلوا.
و (بِالْإِثْمِ) : مثل الباطل.