وقرئ : صياما ـ بالنصب ـ على تقدير : فليصم ، والمصدر مضاف إلى ظرفه في المعنى ، وهو في اللفظ مفعول به على السّعة.
(وَسَبْعَةٍ) : معطوفة على ثلاثة.
وقرئ : وسبعة ـ بالنصب ، تقديره : ولتصوموا سبعة ، أو وصوموا سبعة.
(ذلِكَ لِمَنْ) : اللام على أصلها ؛ أي ذلك جائز لمن.
وقيل : اللام بمعنى على ؛ أي الهدي على من لم يكن أهله ؛ كقوله : (أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ).
١٩٧ ـ (الْحَجُ) : مبتدأ ، و (أَشْهُرٌ) : الخبر ، والتقدير : الحجّ حجّ أشهر.
وقيل : جعل الأشهر الحج على السعة.
ويجوز أن يكون التقدير : أشهر الحجّ أشهر.
وعلى كلا الوجهين لا بدّ من حذف مضاف.
(فَمَنْ فَرَضَ) : من مبتدأ ؛ ويجوز أن تكون شرطا ، وأن تكون بمعنى الذي. والخبر : فلا رفث وما بعده ، والعائد محذوف تقديره : فلا رفث منه.
ويقرأ : (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ) ـ بالفتح فيهنّ على أنّ الجميع اسم «لا» الأولى ، و «لا» مكررة للتوكيد في المعنى ، والخبر (فِي الْحَجِ). ويجوز أن تكون لا المكررة مستأنفة ، فيكون في الحج خبر لا جدال ؛ وخبر «لا» الأولى والثانية محذوف ؛ أي فلا رفث في الحج ، ولا فسوق في الحج ، واستغني عن ذلك بخبر الأخيرة.
ونظير ذلك قولهم : زيد وعمرو وبشر قائم ، فقائم خبر بشر وخبر الأولين محذوف ، وهذا في الظرف أحسن.
وتقرأ بالرفع فيهنّ على أن تكون «لا» غير عاملة ، ويكون ما بعدها مبتدأ وخبرا.
ويجوز أن تكون «لا» عاملة عمل ليس ؛ فيكون في الحج في موضع نصب.
وقرئ برفع الأولين وتنوينهما وفتح الأخير ؛ وإنما فرّق بينهما ؛ لأنّ معنى فلا رفث ولا فسوق : لا ترفثوا ولا تفسقوا ، ومعنى ولا جدال ؛ أي لا شكّ في فرض الحجّ.
وقيل : لا جدال ؛ أي لا تجادلوا وأنتم محرمون.
والفتح في الجميع أقوى لما فيه من نفى العموم.
(وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ) : من خير فيه أوجه ، قد ذكرنا ذلك في قوله : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ).
ونزيد هاهنا وجها آخر ؛ وهو أن يكون «من خير» في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف ، تقديره ، وما تفعلوا فعلا من خير.
١٩٨ ـ (أَنْ تَبْتَغُوا) : في موضع نصب على تقدير في أن تبتغوا ، وعلى قول غير سيبويه هو في موضع جر على ما بيناه في غير موضع ، فلو ظهرت في اللفظ لجاز أن تتعلّق بنفس الجناح ، لما فيه من معنى الجنوح والميل ، أو لأنه في معنى الإثم.
ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لجناح.
وأجاز قوم أن يتعلق حرف الجر بليس ؛ وفيه ضعف.
(مِنْ رَبِّكُمْ) : يجوز أن يكون متعلّقا بتبتغوا ، فيكون مفعولا به أيضا. ويجوز أن يكون صفة لفضل ، فيتعلق «من» بمحذوف.
(فَإِذا أَفَضْتُمْ) : ظرف ، والعامل فيه فاذكروا ، ولا تمنع الفاء هنا من عمل ما بعدها فيما قبلها لأنه شرط.
و (عَرَفاتٍ) : جمع سمّي به موضع واحد ؛ ولو لا ذلك لكان نكرة ، وهو معرفة ، وقد نصبوا عنه على الحال ؛ فقالوا : هذه عرفات مباركا فيها ؛ لأنّ المراد بها بقعة بعينها ، ومثله أبانان اسم جبل أو بقعة.
والتنوين في عرفات ، وجميع جمع التأنيث ، نظير النون في مسلمون ، وليست دليل الصّرف.
ومن العرب من يحذف التنوين ويكسر التاء.
ومنهم من يفتحها ويجعل التاء في الجمع كالتاء في الواحد ، ولا يصرف للتعريف والتأنيث.
وأصل أفضتم : أفضيتم ؛ لأنه من فاض يفيض إذا سال ، وإذا كثر الناس في الطريق كان مشيهم كجريان السيل.
(عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ) : يجوز أن يكون ظرفا ، وأن يكون حالا من ضمير الفاعل.
(كَما هَداكُمْ) : الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف.
ويجوز أن تكون حالا من الفاعل ، تقديره : فاذكروه مشبهين لكم حين هداكم ، ولا بد من تقدير حذف مضاف ، لأن الجثة لا تشبه الحدث ؛ ومثله :
(كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ) : الكاف نعت لمصدر محذوف ، أو حال ؛ تقديره : فاذكروا الله مبالغين.
ويجوز أن تكون الكاف في الأولى بمعنى «على» تقديره : فاذكروا الله على ما هداكم ، كما قال تعالى : (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ).
(وَإِنْ كُنْتُمْ) : إن هاهنا مخفّفة من الثقيلة ، والتقدير : إنه كنتم من قبله ضالين ، وقد ذكرنا ذلك في قوله : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً).
١٩٩ ـ (أَفاضَ النَّاسُ) : الجمهور على رفع السين وهو جمع.
وقرئ الناسي ـ يريد آدم ، وهي صفة غلبت عليه كالعبّاس والحارث ، ودلّ عليه قوله : (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً).
٢٠٠ ـ (مَناسِكَكُمْ) : واحدها منسك ـ بفتح السين وكسرها.
والجمهور على إظهار الكاف الأولى ، وأدغمها بعضهم ، شبّه حركة الإعراب بحركة البناء فحذفها.
(أَوْ أَشَدَّ) : أو هاهنا للتّخيير والإباحة.