وجواب (إِنِ اسْتَطاعُوا) محذوف قام مقامه : (وَلا يَزالُونَ).
(فَيَمُتْ) : معطوف على يرتدد ؛ ويرتدد مظهر لمّا سكنت الدال الثانية لم يمكن تسكين الأولى لئلا يجتمع ساكنان.
ويجوز أن يكون في العربية يرتدّ. وقد قرئ في المائدة بالوجهين ، وهناك تعلّل القراءتان إن شاء الله.
و (مِنْكُمْ) في موضع الحال من الفاعل المضمر.
٢١٩ ـ (فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ) : الأحسن القراءة بالباء ، لأنه يقال إثم كبير وصغير. ويقال في الفواحش العظام الكبائر ، وفيما دون ذلك الصغائر.
وقد قرئ بالثاء ؛ وهو جيد في المعنى ؛ لأنّ الكثرة كبر ، والكثير كبير ، كما أنّ الصغير يسير حقير.
(وَإِثْمُهُما) و (نَفْعِهِما) : مصدران مضافان إلى الخمر والميسر ؛ فيجوز أن تكون إضافة المصدر إلى الفاعل ؛ لأنّ الخمر هو الذي يؤثم.
ويجوز أن تكون الإضافة إليهما ؛ لأنهما سبب الإثم أو محلّة.
(قُلِ الْعَفْوَ) : يقرأ بالرفع على أنه خبر ، والمبتدأ محذوف تقديره : قل المنفق ، وهذا إذا جعلت ماذا مبتدأ وخبرا. ويقرأ بالنصب بفعل محذوف ، تقديره : ينفقون العفو ؛ وهذا إذا جعلت «ما» ، و «ذا» اسما واحدا ؛ لأن العفو جواب ، وإعراب الجواب كإعراب السؤال.
(كَذلِكَ) : الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف ؛ أى تبيينا مثل هذا التبيين يبيّن لكم.
٢٢٠ ـ (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) : في متعلقة بيتفكّرون.
ويجوز أن تتعلّق بيبيّن.
(إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ) : إصلاح مبتدأ ، ولهم نعت له ، وخير خبره ؛ فيجوز أن يكون التقدير خير لهم ، ويجوز أن يكون خير لكم ؛ أي إصلاحهم نافع لكم.
ويجوز أن يكون لهم نعتا لخير قدّم عليه ، فيكون في موضع الحال.
وجاز الابتداء بالنكرة وإن لم توصف ؛ لأنّ الاسم هنا في معنى الفعل ، تقديره : أصلحوهم.
ويجوز أن تكون النكرة والمعرفة هنا سواء ؛ لأنه جنس.
(فَإِخْوانُكُمْ) : أي فهم إخوانكم.
ويجوز في الكلام النّصب ، وتقديره : فقد خالطتم إخوانكم.
و (الْمُفْسِدَ) و (الْمُصْلِحِ) هنا جنسان ، وليس الألف واللام لتعريف المعهود.
(وَلَوْ شاءَ اللهُ) : المفعول محذوف ، تقديره : ولو شاء الله إعناتكم (لَأَعْنَتَكُمْ).
٢٢١ ـ (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ) : ماضي هذا الفعل ثلاثة أحرف ، يقال : نكحت المرأة ، إذا تزوّجتها.
(وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ) : بضمّ التاء ؛ لأنه من أنكحت الرجل إذا زوّجته.
(وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) : لو هاهنا بمعنى إن ، وكذا في كل موضع وقع بعد لو الفعل الماضي ، وكان جوابها متقدما عليها. (وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ) : يقرأ بالجر عطفا على الجنة ، وبالرفع على الابتداء.
٢٢٢ ـ (عَنِ الْمَحِيضِ) : يجوز أن يكون المحيض موضع الحيض ، وأن يكون نفس الحيض ؛ والتقدير : يسألونك عن الوطء في زمن الحيض ، أو في مكان الحيض مع وجود الحيض.
(فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ) : أي وطء النساء ؛ وهو كناية عن الوطء الممنوع.
ويجوز أن يكون كناية عن المحيض ، ويكون التقدير : هو سبب أذى.
(حَتَّى يَطْهُرْنَ) : يقرأ بالتخفيف وماضيه طهرن ؛ أي انقطع دمهنّ. وبالتشديد ؛ والأصل يتطهّرن ؛ أي يغتسلن ، فسكن التاء وقلبها طاء وأدغمها.
(مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ) : من هنا لابتداء الغاية على أصلها ؛ أيّ من الناحية التي تنتهي إلى موضع الحيض.
ويجوز أن تكون بمعنى «في» ليكون ملائما لقوله (فِي الْمَحِيضِ) ؛ وفي الكلام حذف ؛ تقديره : أمركم الله بالإتيان منه.
٢٢٣ ـ (حَرْثٌ لَكُمْ) : إنما أفرد الخبر والمبتدأ جمع ؛ لأنّ الحرث مصدر وصف به وهو في معنى المفعول ؛ أي محروثات.
(أَنَّى شِئْتُمْ) : أي كيف شئتم ، وقيل : متى شئتم ، وقيل : من أين شئتم بعد أن يكون في الموضع المأذون فيه ؛ والمفعول محذوف ؛ أي شئتم الإتيان.
ومفعول (قَدِّمُوا) محذوف ، تقديره : نية الولد ، أو نية الإعفاف.
(وَبَشِّرِ) : خطاب للنبيّ صلىاللهعليهوسلم لجري ذكره في قوله : (يَسْئَلُونَكَ).
٢٢٤ ـ (أَنْ تَبَرُّوا) : في موضع نصب مفعول من أجله ؛ أي مخافة أن تبرّوا ، وعند الكوفيين لئلا تبرّوا.
وقال أبو إسحاق : هو في موضع رفع بالابتداء ، والخبر محذوف ؛ أي أن تبروا وتتّقوا خير لكم.
وقيل التقدير : في أن تبرّوا ، فلما حذف حرف الجر نصب ؛ وقيل : هو في موضع جر بالحرف المحذوف.
٢٢٥ ـ (فِي أَيْمانِكُمْ) : يجوز أن تتعلّق «في» بالمصدر ، كما تقول : لغا في يمينه.
ويجوز أن يكون حالا منه ، تقديره : باللّغو كائنا في أيمانكم.
ويقرّب عليك هذا المعنى أنك لو أتيت بالذي لكان المعنى مستقيما ، وكان صفة ؛ كقولك : باللغو الذي في أيمانكم.