الأقرباء والأحباب كان بوناً بعيداً ، حتّى أنّ هذا كان أصل ما حسدهم الحاسدون ، وأبغضهم المبغضون (١) المنافقون ، وآذاهم المعاندون ، بحيث كثرت أعداؤهم في الآفاق ، وستر خصائص أحوالهم أهل النفاق ، ووشوا بهم إلى كلّ شانئ لهم وظالمهم ، حتّى انجرّ إلى حبسهم وقتلهم ، واستلزم غيبة آخرهم وقائمهم ، وفيه ذكر نبذ ممّا ورد في ذمّ أعدائهم ، ومدح شيعتهم وأوليائهم ، مع تحقيق معنى الشيعة .
الفصل الخامس : في بيان جملة من سائر مناقبهم ومزاياهم على غيرهم التي تنادي باختصاصهم عند اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله بما ليس لمن سواهم ، بحيث اتّفق الخلق على عظم شأنهم ، وعلوّ مقامهم ، حتّى أنّه صرّح جمع من أهل الخلاف عليهم بكونهم صالحين للخلافة ، بل كونهم أصلح وأولى من غيرهم .
ونحن نذكر في هذا المقام أوّلاً نخبة من سائر الفضائل المتعلّقة بهم ممّا ورد فيهم على سبيل الإطلاق ، ثمّ نذكر نبذاً من أحوال واحد واحد منهم حسباً ونسباً إلى القائم عليهمالسلام .
وفي هذا المقام أيضاً نذكر جملة من فضائل فاطمة عليهاالسلام وخديجة رضي اللّه عنها ، وكذا مناقب أبي طالب رحمهالله ، وخدماته للإسلام ، وحمايته للرسول صلىاللهعليهوآله ، بل مع إثبات (٢) إسلامه واقعاً و إن لم يعلن به للمصلحة الشرعية ، مع شيء من مناقب الأخيار من بني هاشم رجالاً ونساءً ، حتّى يتبيّن كمال جلالة حال هؤلاء الأجلّة ، أعني : النبيّ صلىاللهعليهوآله والأئمّة المذكورين
__________________
(١) لم ترد في «ن» و«س» .
(٢) لم ترد في «ن» .