ثمّ سله عن الرجل شكّ في الركعتين الأوّلتين من الفريضة ، وعن الرجل يصيب جسده أو ثيابه البول كيف يغسله ؟ وعن الرجل يرمي الجمار سبع حصيات فتسقط منه واحدة كيف يصنع ؟ فإذا لم يكن عنده فيها شيء ، فقل له : يقول لك جعفر بن محمد عليهماالسلام : ما حملك على أن رددت شهادة رجل أعرف بأحكام اللّه منك ، وأعلم بسنّة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله منك» ؟
ومراده عليهالسلام : أنّه أخذها وتعلّمها من معادنها التي هي علماء أهل البيت عليهمالسلام الذين تنتهي علومهم كلّها إلى رسول صلىاللهعليهوآله عن اللّه عزوجل ، كما سيأتي بيانه وتحقيقه في محلّه.
قال أبو كهمس : فأتيت ابن أبي ليلى فقلت له : أسألك عن ثلاث مسائل لا تفتني فيها بكذا وكذا ، قال : هات ، فسألته المسألة الاُولى ، فأطرق ثمّ رفع رأسه إليّ ، فقال : قال أصحابنا ، فقلت له : شرطي عليك أن لا تقول : قال أصحابنا ومشايخنا ، فقال : ما عندي فيها شيء ، فسألته المسألة الثانية ، فأطرق ، ثمّ رفع رأسه ، ثمّ قال : قال مشايخنا ، فأجبته بالجواب الأوّل ، فقال : ما عندي فيها شيء ، فسألته الثالثة ، فأطرق أيضاً ، ثمّ قال ما قال في الاُولى والثانية ، فأجبته أنا بذلك الجواب أيضاً ، فقال : ما عندي فيها شيء .
فقلت له : يقول لك جعفر بن محمّد عليهماالسلام كيت وكيت .
فقال : ومَنْ هذا الذي رددت شهادته وقال فيه جعفر كذا وكذا ؟
قلت له : محمّد بن مسلم الثقفي .
فقال : واللّه ، إنّ جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال لك هذا ؟
فقلت : واللّه ، إنّه لقال لي هذا .
فأرسل إلى محمّد بن مسلم فدعاه فشهد عنده بتلك الشهادة ، فأجاز