وأظهر له الحقّ ، كما لو أخذ طريقاً في طلب ضالّته فينبّهه غيره على ضالّته في طريق آخر ، والحقّ هو ضالّة المؤمن فينبغي أن يطلبه كذلك ، ويفرح بفهمه ولو بوجدانه عند غيره ، ولا يتألّم من ظهور خطأ ما اعتقدة حقّاً وصواباً ، ويترك المجادلة في تصويب رأيه عناداً فإنّ ذلك هو المراء الذي من علائم المبطلين ، وقرائن تعصّب المضلّين الناشيء من الاستكبار عن قبول الحقّ ، المذموم شرعاً وعقلاً .
قال اللّه عزوجل : ( مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ ) (١) وفي آية اُخرى : ( وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ ) (٢) .
وفي مستدرك الحاكم وغيره : عن أبي أمامة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «ما ضلّ قوم بعد هدىً كانوا عليه إلاّ اُوتوا الجدل» (٣) .
وعن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «من ترك المراء وهو مبطل بَنى اللّه له بيتاً في ربض الجنّة ، ومن ترك المراء وهو محقّ بنى له بيتاً في أعلى الجنّة» (٤) .
وقال عليّ عليهالسلام : «من طلب الدين بالجدل تزندق» (٥) .
وقال عليهالسلام : «الخصومة تمحق الدين ، وتحبط العمل ، وتورث الشكّ» (٦) .
__________________
(١) سورة الزمر ٣٩ : ٣٢ .
(٢) سورة العنكبوت ٢٩ : ٦٨ .
(٣) مسند أحمد ٦ : ٣٣٥ / ٢١٦٦٠ ، سنن ابن ماجة ١ : ١٩ / ٤٨ ، سنن الترمذي ٥ : ٣٧٨ / ٣٢٥٣.
(٤) سنن ابن ماجة ١ : ١٩ / ٥١ ، سنن أبي داود ٤ : ٢٥٣ / ٤٨٠٠ ، سنن الترمذي ٤ : ٣٥٨ / ١٩٩٣ ، فيهما بتفاوت ، إحياء علوم الدين ١ : ٤٧ ، ٢ : ١٧٩ .
(٥) الاعتقادات (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ج٥ ) : ٤٣ / ١١ .
(٦) التوحيد للصدوق : ٤٥٨ / ٢١ عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام .