وقال عزّوجل : ( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ) (١) .
وقال : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) (٢) .
ولا كلام في حبّ الأخ لأخيه ، وهكذا الحال في حبّ محبوب المحبوب ، وهلّم جرّاً .
ولا يخفى أنّ من اللوازم البيّنة لهذا بغض من خالف هذه الرويّة ، وناقض هذه الطريقة ، لاسيّما الصادّ عن المحبوب والداعي إلى خلاف ما هو المرغوب ؛ ضرورة أن حبّ الشيء يستلزم كراهة ضدّه ، وكراهة الشيء تقتضي بغض أهله ، وقد قال عزوجل : ( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ) (٣) .
فمن كان صادقاً في حبّ اللّه أحبّ الإيمان وأهله ، ووالاهم وتمسّك بلوازمه ، وكره الكفر والفسوق والعصيان ، وأبغض أهل ذلك وعاداهم ، وتبرّأ منهم ، ومن لم يكن كذلك فهو كاذب في دعواه ، غادر بهواه ، بل هو من نوع هؤلاء وعدوٌّ لمولاه .
قال اللّه سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (٤) .
وقال تعالى : ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ
__________________
(١) سورة الأنفال ٨ : ٦٢ ـ ٦٣ .
(٢) سورة الحجرات ٤٩ : ١٠ .
(٣) سورة الحجرات ٤٩ : ٧ .
(٤) سورة التوبة ٩ : ٢٣ .