رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول : «دخل الناس في دين اللّه أفواجاً ، وسيخرجون منه أفواجاً» (١) .
وروى السيوطي من كتاب المستدرك ، ومسند ابن حنبل ، وكتاب ابن حبّان : عن أبي أمامة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «لتنقضنّ عُرى الإسلام عروة عروة ، فكلّما انتقضت عروة تشبّث الناس بالتي تليها ، فأوّلهنّ الحكم وآخرهنّ الصلاة» (٢) .
وروى من كتاب ابن عساكر : عن واصل (٣) ، عنه صلىاللهعليهوآله قال : «أوّل ما يذهب من هذا الدين الأمانة ، وآخر ما يبقى منه الصلاة ، وسيصلّي من لا خير فيه» (٤) ، الخبر (٥) .
أقول : سيأتي في المقالة السادسة من المقصد الثاني مثله ، وإذا لوحظ هذا مع سابقه يظهر أنّ المراد بالأمانة هي الحكومة ، وهو أيضاً الذي يظهر ممّا يأتي في المقالة المذكورة ، فافهم .
__________________
٢١٩ / ٢٨٦ ، المنتظم ٦ : ٢٠٢ / ٤٧٣ ، اُسد الغابة ١ : ٣٠٧ / ٦٤٧ ، تهذيب الكمال ٤ : ٤٤٣ / ٨٧١ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ١٨٩ / ٣٨ .
(١) الكشاف ٦ : ٤٥١ .
(٢) المستدرك للحاكم ٤ : ٩٢ ، مسند أحمد ٦ : ٣٣٤ / ٢١٦٥٦ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٨ : ٢٥٢ / ٦٦٨٠ ، الجامع الصغير ٢ : ٤٠٣ / ٧٢٣٢ ، الفتح الكبير ٣ : ١٠ .
(٣) هو واصل بن عبداللّه السلامي ، ظنّه ابن عساكر من أهل دمشق ، ولم يذكر في ترجمته شيئاً ، انظر : تاريخ مدينة دمشق ٦٢ : ٣٧٦ / ٧٩٥٣ .
(٤) تاريخ مدينة دمشق ٦٢ : ٣٧٧ ، جامع الأحاديث ٣ : ٨٤ / ٧٤٣٠ .
(٥) بقية الخبر كذا : «وما استجاز قوم بينهم الزنا إلاّ استوجبوا حرب اللّه ورسوله ، ولا ظهرت فيهم المعازف والغناء إلاّ صمّت قلوبهم ، ولا ركبوا الزهو والبهاء إلاّ عميت أبصارهم ، ولا تكبّروا إلاّ حرموا نفع الرضا ، ولا تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلاّ نكست قلوبهم حتّى لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً» . منه رحمهالله .