وأمّا الصلاة فظاهر أنّهم لم يحفظوا صلاة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وإلاّ لما اختلفوا في كيفيّتها وأحكامها .
وروى السيوطي من كتاب ابن عساكر : عن رجل ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «ليت شعري كيف حال اُمّتي حين يصيرون صنفين : صنفاً ناصبي نحورهم في سبيل اللّه ، وصنفاً عُمّالاً لغير اللّه» (١) .
وروى من الكتاب الكبير للطبراني ، ومن صحيح الترمذي : عن عائشة (٢) ، ومن المستدرك أيضاً ، عن عليّ عليهالسلام ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «سبعة لعنتُهم ولعنهم اللّه وكلّ نبيّ مجاب : الزائد في كتاب اللّه ، والمكذّب بقدر اللّه ، والمتجبّر بسلطانه ، يذلّ من أعزّه اللّه ويعزّ من أذلّه اللّه ، والمستحلّ حرمة اللّه ـ وفي نسخة : لحرم اللّه ـ والمستحلّ من عترتي ما حرّم اللّه ، والتارك لسنّتي ، والمستأثر بالفيء» (٣) .
وهذا السابع لم يذكره في المستدرك ولا الترمذي ، بل رَويا ستّة ، فتأمّل فيه .
ومن كتاب الأوسط للطبراني : عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال :
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق ٢٠ : ٤٠١ / ٢٤٢٩ ، الجامع الصغير ٢ : ٤٤٦ / ٧٥٤٣ .
(٢) هي بنت أبي بكر عبداللّه بن أبي قحافة زوجة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، تزوجها نبيّ اللّه صلىاللهعليهوآله بعد وفاة اُمّ المؤمنين خديجة الكبرى بنت خويلد رضوان اللّه تعالى عليها ،كانت من أشدّ المحرّضين ضدّ عثمان ، ثمّ هي التي قادت الجيوش إلى البصرة لحرب أمير المؤمنين عليهالسلام . ماتت في المدينة المنوّرة سنة ٥٨ هـ ودفنت في البقيع .
انظر : المعارف لابن قتيبة : ١٣٤ ، الاستيعاب ٤ : ١٨٨١ / ٤٠٢٩ ، اُسد الغابة ٦ : ١٨٨ / ٧٠٨٥ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ١٣٥ / ١٩ ، الأعلام ٣ : ٢٤٠ .
(٣) المعجم الكبير ١٧ : ٤٣ / ٨٩ ، سنن الترمذي ٤ : ٤٥٧ / ٢١٥٤ ، عن عمرو بن سعواء ، المستدرك للحاكم ٢ : ٥٢٥ ، جامع الأحاديث ٤ : ٤٦٩ ، ٤٧٦ / ١٢٨٤٨ ، ١٢٨٨٥ ، الجامع الصغير ٢ : ٤٦ / ٤٦٦٠ ، بتفاوت .