إلاّ بقيّم فما قال فيه من شيء كان حقّاً ، فقلت : لهم مَن قيّم القرآن ؟ فقالوا : ابن مسعود (١) قد كان يعلم ، وعمر (٢) يعلم ، وحُذيفة (٣) يعلم ، قلت : كلّه ؟ قالوا : لا .
فلم أجد أحداً يقال : إنّه يعلم القرآن كلّه إلاّ عليّاً صلوات اللّه عليه ، وإذا كان الشيء بين القوم ، فقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : أنا أدري ، فأشهد أنّ عليّاً عليهالسلام كان قيّم القرآن ، وكانت طاعته مفترضةً ، وكان الحجّة على الناس بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وأنّ ما قال في القرآن فهو حقّ .
فقال ـ الصادق عليهالسلام ـ : «رحمك اللّه» ، فقلت : إنّ عليّاً عليهالسلام لم يذهب
__________________
(١) هو عبداللّه بن مسعود بن غافل بن حبيب ، كنيته أبو عبدالرحمن ، من أكابر أصحاب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فضلاً وعقلاً ، وكان خادم رسول اللّه الأمين ، وهو من أهل مكة ، وأوّل من جهر بقراءة القرآن بمكة ، وهاجر الهجرتين ، وشهد بدراً والمشاهد كلّها مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وولي بعد شهادة النبيّ صلىاللهعليهوآله بيت مال الكوفة ، في خلافة عثمان ، توفّي سنة ٣٢ هـ في المدينة .
انظر : أسد الغابة ٣ : ٢٨٠ / ٣١٧٧ ، تهذيب الكمال ١٦ : ١٢١ / ٣٥٦٤ ، الإصابة ٤ : ١٢٩ / ٤٩٤٥ ، الأعلام ٤ : ١٣٧ .
(٢) هو عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبدالعزّى القرشي ، يكنّى أبا حفص ، ولي الخلافة عشر سنين وخمسة أشهر، وقيل: ستة أشهر، مات سنة ٢٣ هـ .
انظر : مروج الذهب ٢ : ٣٠٤، اُسد الغابة ٣ : ٦٤٢ / ٣٨٢٤ ، تهذيب الكمال ٢١: ٣١٦ / ٤٢٢٥ ، الإصابة ٤ : ٢٧٩ / ٥٧٣١ ، الأعلام ٥ : ٤٥ .
(٣) هو حذيفة بن حُسيل بن جابر العَبْسي ، ويقال : حِسل بن جابر ، واليمان لقب حُسيل ، من نجباء أصحاب رسول اللّه محمّد صلىاللهعليهوآله ، وصاحب سرّه ، ومن أعيان المهاجرين ، وشهد هو وأبوه اُحُداً ، وآخى رسول اللّه بينه وبين عمّار ، وولي إمرة المدائن لعمر ، فبقي عليها إلى ما بعد مقتل عثمان ، توفّي سنة ٣٦ هـ في المدائن .
انظر : تهذيب الكمال ٥ : ٤٩٥ / ١١٤٧ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ٣٦١ / ٧٦ ، تهذيب التهذيب ٢ : ١٩٣ / ٤٠٥ ، الأعلام ٢ : ١٧١ .