ولا تغفل عن شمول بعض هذه الأخبار خلافة ما عدا عليّ عليهالسلام ، لاسيّما بعد ملاحظة أنّ الأمر لو ترك مع عليّ عليهالسلام بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله لم يكن شيء من تلك المفاسد والتغلّبات ، كما هو ظاهر .
وقد ذكر السيوطي من كتاب الطبراني : عن عمر ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «أكثر ما أتخوّف على أُمّتي من بعدي رجل يتأوّل القرآن يضعه على غير مواضعه ، ورجل يرى أنّه أحقّ بهذا الأمر من غيره» (١) ، فافهم .
وفي صحيح البخاري : عن ابن عمر ، وأبي موسى (٢) عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «من حمل علينا السلاح فليس منّا» (٣) .
وفيه : عن أنس ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله: «لا يأتي عليكم زمان إلاّ الذي بعده أشرّ منه» (٤) .
وفي الحلية ، وكتاب الطبراني : عن حذيفة ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه شيء أعزّ من ثلاثة : درهم حلال ، أو أخ يستأنس به ، أو سنّة يعمل بها» (٥) .
والأخبار من هذا القبيل كثيرة ، ويأتي جمّة منها في مواضع ، سوى ما مرّ منها سابقاً ، بل تأتي في المقالة السادسة من المقصد الثاني أخبار
__________________
(١) المعجم الأوسط ٢ : ٢٨٥ / ١٨٨٦ ، جامع الأحاديث ٢ : ٥٥ / ٣٨٤٢ .
(٢) هو عبداللّه بن قيس بن سليم بن حضّار بن حرب ، يكنّى أبا موسى ، من بني الأشعر ، صحابيّ معروف ، مات سنة ٤٢ هـ بالكوفة ، وقيل : بمكّة ، وقيل : مات سنة ٤٤ هـ .
انظر : الاستيعاب ٣ : ٩٧٩ / ١٦٣٩ ، اُسد الغابة ٣ : ٢٦٣ / ٣١٣٥ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ٣٨٠ / ٨٢ ، تهذيب التهذيب ٥ : ٣١٧ / ٦٢٥ ، شذرات الذهب ١ : ٥٣ .
(٣) صحيح البخاري ٩ : ٦٢ .
(٤) صحيح البخاري ٩ : ٦١ ـ ٦٢ .
(٥) حلية الأولياء ٧ : ١٢٧ ، المعجم الأوسط ١ : ٧١ ـ ٧٢ / ٨٨ .