وحكي عنه أيضاً : أنّ مالكاً كتب إليه : إنّك صرت بدويّاً فلو كنت عند مسجد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله .
فكتب إليه : إنّي أكره مجاورة مثلك ، إنّ اللّه لم يرك متغيّر الوجه فيه ساعة قطّ (١) .
ونقل أيضاً : أنّ رجاء بن حَيْوة (٢) كان يلعن مكحولاً ، وقال : كان مكحول فقيه أهل الشام وشيخ أهل دمشق ، عشيراً مع بني اُميّة ، فشكى إلى رجاء يوماً ، فقال له : إنّ الناس يريدون دمي ؟ فقال رجاء له : إنّي قد حذّرتك القرشيّين ومجالستهم ، ولكنّهم قد أدنوك وقرّبوك وأطمعوك ، فحدّثتهم بأحاديث ، فلمّا أفشوها عنك كرهتها (٣) .
وقال أيضاً : إنّ عمر بن عبد العزيز (٤) أمر بإحراق أحاديث مكحول في الديات (٥) .
__________________
(١) تاريخ الإسلام (حوادث ١٨١ ـ ١٩٠) : ٢١٤ ـ ٢١٥ ، سير أعلام النبلاء ٨ : ٣٧٧ ـ ٣٧٨ .
(٢) رجاء بن حَيْوة بن جرول ، وقيل : ابن جزل ، وقيل : ابن جندل ، يكنّى أبا نصر الكِندي الأزدي ، كان عالماً ، وكبير المنزلة عند سليمان بن عبد الملك ، وعمر بن عبد العزيز ، روى عنه : مكحول والزهري وخلق كثير ، مات سنة ١١٢ هـ .
انظر : سير أعلام النبلاء ٤ : ٥٧٧ / ٢٢٠ ، تاريخ الإسلام (حوادث ١٠١ ـ ١٢٠) : ٣٦٠ / ٣٨٧ ، تهذيب التهذيب ٣ : ٢٢٩ / ٥٠٠ .
(٣) تاريخ الإسلام (حوادث ١٠١ ـ ١٢٠) : ٤٨١ ـ ٤٨٢ .
(٤) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم ، يكنّى أبا حفص ، وصفوه بالعدل من بين الحكّام الاُمويّين ، حيث صرف عمّال من كان قبله من بني اُميّة ، واستعمل أصلح من قدر عليه ، وأمر بترك لعن عليّ عليهالسلام على المنابر ، وجعل مكانه ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا . . . ) (الحشر ٥٩ : ١٠) . ولد سنة ٦٣ هـ ، ومات سنة ١٠١ هـ .
انظر : مروج الذهب ٣ : ١٨٢ ، المنتظم ٧ : ٣١ ،تاريخ الإسلام (حوادث ١٠١ ـ ١٢٠) : ١٨٧ ، سير أعلام النبلاء ٥ : ١١٤ / ٤٨ ، تهذيب التهذيب ٧ : ٤١٨ / ٧٩١ .
(٥) تاريخ الإسلام (حوادث ١٠١ ـ ١٢٠) : ٤٨١ .