فقال : فلك جنّتان ، فأعطاه الجوائز والقطائع ، وكذا زبيدة (١) .
ونقل عن شريك القاضي (٢) بعد نقله فضله وكماله وتوثيقه : أنّه ولي قضاء الكوفة ، وكان لا يجلس للحكم حتّى يتغدّى ويشرب أربعة أرطال نبيذ !
قال : وكان قبل ذلك له ارتزاق من المهدي العباسي (٣) ، وربط معه حتّى صار معلّماً لأولاد الخليفة (٤) .
ثمّ نقل : أنّه كتب له برزقه على صيرفيٍّ فضايقه في النقد ، فقال له : إنّك لم تبع به بَزّاً (٥) ، فقال شريك : بل واللّه ، بعت به ديني (٦) .
ونقل عن أبي يوسف (٧) أنّه كان قاضي القضاة في بغداد زمن الرشيد ،
__________________
(١) انظر : حلية الأولياء ٧ : ٣٢٣ ـ ٣٢٤ ، تاريخ دمشق ٥٠ : ٣٢٨ ـ ٣٢٩ / ٥٨٥٦ ، سير أعلام النبلاء ٨ : ١٤٥ / ١٢ .
(٢) هو شريك بن عبداللّه الحارث بن أوس النخعي يكنّى أبا عبداللّه ، ولاّه أبو جعفر المنصور قضاء الكوفة فلم يزل عليها حتّى مات أبو جعفر ، وولي المهدي فأقرّه على القضاء ثمّ عزله ، وهو من رجال الصحّاح عند أهل السنّة ، ولد سنة ٩٥ هـ ، ومات سنة ١٧٧ هـ بالكوفة .
انظر : الطبقات لابن سعد ٦ : ٣٧٨ ، تاريخ بغداد ٩ : ٢٧٩ / ٤٨٣٨ ، سير أعلام النبلاء ٨ : ٢٠٠ / ٣٧ ، تاريخ الإسلام (حوادث ١٧١ ـ ١٨٠) : ١٦٥ / ١٣١ .
(٣) هو محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن علي بن عبداللّه ، يكنّى أبا عبداللّه ، أحد حكّام الدولة العباسية ، بويع له بعد وفاة أبي جعفر بمكة سنة ١٥٨ هـ ، ولد سنة ١٢٧ هـ ، ومات سنة ١٦٩ هـ .
انظر : المعارف لابن قتيبة : ٣٧٩ ، مروج الذهب ٣ : ٣٠٩ ، تاريخ بغداد ٥ : ٣٩١ / ٢٩١٧ ، سير أعلام النبلاء ٧ : ٤٠٠ / ١٤٧ ، شذرات الذهب ١ : ٢٦٦ .
(٤) تاريخ الإسلام (حوادث ١٧١ ـ ١٨٠) : ١٧٣ ـ ١٧٤ .
(٥) في «ش» نسخة بدل : «براً» .
(٦) تاريخ الإسلام (حوادث ١٧١ ـ ١٨٠) : ١٧٤ .
(٧) هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري ، يكنّى أبا يوسف ، صاحب أبي حنيفة وتلميذه وأوّل من نشر مذهبه ، ولي القضاء ببغداد أيام المهدي، والهادي وهارون