وإنّ الإمام أمين اللّه في خلقه وحجّته على عباده ، . . . المطهّر من الذنوب والمبرّأ من العيوب ، المخصوص بالعلم الموسوم بالحلم .
وإنّ الإمام واحد دهره لا يدانيه أحد ولا يعادله عالم ، ولا يوجد منه بدل . . .
وإنّ الإمام عالم لا يجهل وراع لا يَنْكُل ، معدن القُدس والطّهارة ، والنُسك والزهادة ، والعلم والعبادة . . . نامي العلم كامل الحلم . . . مفروض الطاعة . . . حافظ لدين اللّه . . . (مخصوص بالفضل كلّه ، من غير طلب منه له ولا اكتساب ، بل اختصاص من المفضّل الوهاب») (١) .
ثمّ قال عليهالسلام : «فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره ، هيهات هيهات ضلّت العقول ، وتاهت الحلوم ، وحارت الألباب . . . عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله (ولا يمكن أن) (٢) ينعت بكنهه أو يفهم شيء من أمره . . . . فأين الاختيار من هذا ؟ وأين العقول من هذا ؟ وأين يوجد مثل هذا حتّى يقوم مقامه ؟ » .
ثمّ قال عليهالسلام : «ولقد رغبوا عن اختيار اللّه واختيار رسوله . . . إلى اختيارهم والقرآن يناديهم : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (٣) .
وقال عزوجل : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) (٤) .
وقال سُبحانه : ( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ
__________________
(١) ما بين القوسين لم يرد في المصدر .
(٢) كذا في النسخ ، وفي المصدر (أو) .
(٣) سورة القصص ٢٨ : ٦٨ .
(٤) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٦ .