قدمها ترك القتال معه ، فلمّا قُتل الحسين عليهالسلام ندم هو والمسيّب بن نجبة (١) وأمثالهما ممّن لم يقاتل معه ، وقالوا : ما لنا توبة إلاّ أن نقتل أنفسنا في الطلب بدمه عليهالسلام ، فخرجوا (٢) ، وحكايتهم مشهورة .
ونقل فيه عن سمرة بن جندب (٣) بعد ما مدحه : بأنّه كان من حفّاظ الأخبار على رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وغير ذلك ، وأنّه صار والياً على البصرة بأمر زياد ، ولمّا مات زياد أقرّه معاوية على عمله (٤) .
وسيأتي في المقصد الثاني ما يشتمل على أنّه روى بأمر معاوية على رسول اللّه صلىاللهعليهوآله حديثاً كذباً في تأويل آية ذمٍّ في عليّ عليهالسلام ، وآية (٥) مدحٍ في قاتله (٦) .
__________________
(١) هو المسيب بن نجبة الفزاري الكوفي من أصحاب أمير المؤمنين والحسن المجتبى صلوات اللّه عليهما ، ومن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهّادهم، شهد مع أمير المؤمنين عليهالسلام غزوة الجمل ، كان مع سليمان بن صرد ، مات سنة ٦٥ هـ .
انظر : تنقيح المقال ٣ : ٢١٧ / ١١٨١٦ .
(٢) الاستيعاب ٢ : ٦٥٠ ، اُسد الغابة ٢ : ٢٩٧ ، تهذيب التهذيب ٤ : ١٤٥ / ٣٤٠ .
(٣) هو سمرة بن جُندب بن هلال بن حريج بن مرّة ، يكنّى أبا سعيد ، وقيل : أبا عبد الرحمن ، من أشرار أصحاب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وكان مؤذياً في نخيلات له . . . حتّى أمر الرسول صلىاللهعليهوآله بقلعها ورميها ، وقال : «لا ضرر ولا ضرار» . وقد وردت روايات في ذمّه ، منها : أنّه من شرطة ابن زياد ، ويحرّض الناس على قتال الإمام الحسين عليهالسلام .
مات سنة ٥٩ هـ ، وقيل : سنة ٥٨ هـ .
انظر : تنقيح المقال ٢ : ٦٨ ـ ٦٩ / ٥٢٨٣ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤ : ٧٧ ـ ٧٩ .
(٤) الاستيعاب ٢ : ٦٥٣ ـ ٦٥٤ / ١٠٦٣ بتقديم وتأخير .
(٥) الآيتان في سورة البقرة : الاُولى (٢٠٧) قوله : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) .
والثانية (٢٠٤) قوله : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ ) إلى قوله : ( وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ) .
(٦) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٤ : ٧٣ .