مبايعة عليّ عليهالسلام ، فسُئل عليّ عليهالسلام عنهم ، فقال : «اُولئك الذين خذلوا الحقّ ، ولم ينصروا الباطل» ؛ وذلك لأنّ معاوية طمع فيهم فكاتبهم ودعاهم إلى المطالبة بدم عثمان فردّوا عليه ، وطعنوا فيه ، وذكروا له مناقب علي عليهالسلام ، حتّى أنّ سعداً كتب إليه بأبيات يطعن بها عليه ، ومن جملة ما كتب سعد إليـه :
وأَمَّا أمرُ عُثمانَ فَدَعْهُ |
|
فإنَّ الدّاءَ أذهَبَهُ البَلاءُ (١) |
مع هذا سيأتي في محلّه أنّ سعداً هذا شهد عند معاوية بمحضر جماعة من الصحابة والتابعين بأنّه سمع النبيّ صلىاللهعليهوآلهيقول : «عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ ، يدور معه أينما دار» (٢) ، وأنّه استشهد في ذلك باُمّ سلمة زوجة النبيّ صلىاللهعليهوآله فشهدت له (٣) ، فافهم .
ونقلوا فيه عن سليمان بن صرد الخزاعي (٤) : أنّه كان مع عليّ عليهالسلام في صفين ، ثمّ إنّه كتب إلى الحسين عليهالسلام يسأله القدوم إلى العراق ، فلمّا
__________________
(١) الاستيعاب ٢ : ٦٠٦ ـ ٦١٠ ، وفيه : (الرأي) بدل (الداء) ، وغير منسوب لأحد .
(٢) الاستغاثة : ١٦٨ ، المناقب لابن شهر آشوب ٣ : ٧٦ ، ٧٧ ، بتفاوت يسير .
(٣) تاريخ مدينة دمشق ٢٠ : ٣٦١ ، مجمع الزوائد ٧ : ٢٣٥ .
(٤) هو سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون الخزاعي يكنّى أبا مطرّف ، من أصحاب رسول اللّه وأمير المؤمنين والحسن والحسين صلوات اللّه عليهم ، كان اسمه في الجاهليّة : يسار ، فسمّاه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله سليمان ، كان من كبار التابعين ورؤسائهم وزهّادهم ، وشهد مع عليّ عليهالسلام مشاهده كلّها ، وهو الذي قتل حوشبا ذا ظُليم الألهاني ، وممّن كاتب الحسين عليهالسلام فلمّا اطّلع ابن زياد على مكاتبة أهل الكوفة إلى الحسين عليهالسلام حبس عدّة من أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام وأبطاله ، منهم سليمان بن صرد ، وإبراهيم الأشتر ، فلم يتمكّنوا من نصرة الإمام الحسين عليهالسلام ، وتوفّي سنة ٦٥ هـ .
انظر : تنقيح المقال ٢ : ٦٢ / ٥٢١٨ ، اُسد الغابة ٢ : ٢٩٧ / ٢٢٣٠ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ٣٩٤ / ٦١ ، تهذيب التهذيب ٤ : ١٧٥ / ٣٤٠ .