ونقل في المنتظم : أنّ عمّاراً قتله أبو العادية ، طعنه برمح فسقط ، فلمّا وقع أكبّ عليه رجل آخَر فاحتزّ رأسه ، فأقبلا يتخاصمان فيه ، كلٌّ يقول : أنا قتلته ، فقال عمرو بن العاص : واللّه ، إن تختصمان إلاّ في النار ، فسمعها منه معاوية ، فلمّا انصرف الرجلان قال لعمرو : ما رأيت منك مثل ما صنعت اليوم ، قوم بذلوا أنفسهم دوننا ، تقول لهما : إنّكما تختصمان في النار؟! فقال عمرو : هو واللّه ، ذاك ، وواللّه ، إنّك لتعلمه ، ولوددت أنّي متّ قبل هذا بعشرين سنة (١) .
ونقل أيضاً فيه بإسناد له متّصل عن محمّد بن جميل (٢) عن محمّد بن يحيى الأحمري (٣) ، قال : حدّثنا ليث (٤) عن مجاهد (٥) ، قال : جيء برأس
__________________
أبا عبدالرحمن ، وأبا خارجة ، كان ممّن يكتب لرسول اللّه صلىاللهعليهوآله الوحي وغيره ، وشهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآله الخندق وما بعدها ، استخلفه عمر على المدينة ثلاث مرّات ، وكذلك عثمان كان يستخلفه إذا حجّ ، فقد كان عثمانيّاً ولم يشهد مع عليّ عليهالسلام شيئاً من حروبه ، وكان يُظهر فضل عليّ عليهالسلام وتعظيمه ، واختلف في وفاته على أقوال ، منها : أنّه مات سنة ٤٥ هـ .
انظر : الاستيعاب ٢ : ٥٣٧ / ٨٤ ، اُسد الغابة ٢ : ١٢٦ / ١٨٢٤ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ٤٢٦ / ٨٥.
(١) المنتظم ٥ : ١٤٨ .
(٢) كذا في «م» و«س» و«ش» ، وفي «ن» ساقطة ، وفي المصدر : محمّد بن أحمد .
(٣) لم نعثر على ترجمته .
(٤) هو ليث بن أبي سُليم ، وفي اسم أبيه «أبي سُليم» اختلاف ؛ قيل : أيمن ، وقيل : أنس ، وزيادة ، وعيسى ، وهو من محدّثي الكوفة وعلمائها ، روى عن طاووس ، ومجاهد ، وعطاء ، وغيرهم .
ولد بعد سنة ٦٠ هـ ، واختلف في وفاته على أقوال ، منها : أنّه مات سنة ١٤٣ هـ .
انظر : سير أعلام النبلاء ٦ : ١٧٩ / ٨٤ ، تهذيب التهذيب ٨ : ٤١٩ / ٨٣٥ .
(٥) هو مجاهد بن جبر ، يكنّى أبا الحجّاج المكّي ، تابعي ، إمام في التفسير ، له كتاب