فلعنه عند ذلك ، وأخرجه عن صفوف الملائكة ملعوناً مدحوراً ، فصار عدوّ آدم وولده بذلك السبب» (١) ، الخبر .
فهكذا حال عامة الناس ، وإن عدّ بعضهم من العلماء والأخيار) (٢) وأهل الإحساس ، لاسيّما ضميمة خطوات الشيطان ووسواس الخنّاس التي لا ينفكّ عنها أكثر الناس ، حتّى أنّه قد تبيّن ممّا مرّ آنفاً ويأتي في المقصد الثاني أيضاً : ابتلاء جماعة من الصحابة وعلماء الاُمّة وأشباههم بهذا الداء الدفين .
وكفى هاهنا ما فعل عقيل بن أبي طالب ، حيث رحل من أخيه عليّ عليهالسلام إلى معاوية طمعاً في أخذ المال منه كما صرّح هو به عند معاوية . على ما مرّ في المقام الثاني من المطلب السابق (٣) .
وعلى هذا ، فكيف يبقى الاعتقاد بحسن حال عامّة المتقدّمين ، لا سيّما من صدر منه القبائح باليقين؟
وكيف يجوز الاعتماد لاسيّما في اُمور الدين على الصادر ممّا سوى المعصوم من هذا الخطر المبين ما لم يتّضح أنّه من صريح كتاب اللّه أو صحيح سنّة رسول اللّه الأمين؟
وكيف يصحّ دعوى طلب الحقّ وقبوله ممّن لا يجد في نفسه الصبر على مفارقة محبوبه ومأموله؟ فتأمّل تفهم .
ولنذكر حينئذٍ نبذاً من الروايات والمواعظ وأمثالها المشتملة على ذمّ
__________________
(١) الاحتجاج ٢ : ٢١٨ ، بحار الأنوار ١٠ : ١٦٧ / ٢ ، و١١ : ١٣٨ / ٢ ، وفيهما عن أبي عبداللّه عليهالسلام .
(٢) من صفحة ٢٩٢ إلى هنا سقط من نسخة «م» .
(٣) راجع ص ٢٧٨ .