الآخرة» (١) .
وفي بعض خطب عليّ عليهالسلام : «إنّما بَدْءُ وقوع الفتن من أهواء تتّبع ، وأحكام تبتدع ، يخالف فيها حكم اللّه ، يتولّى فيها رجال رجالاً ، ألا إنّ الحقّ لو خلص لم يكن اختلاف ، ولو أنّ الباطل خلص لم يخف على ذي حجى ، لكنّه يأخذ من هذا ضغث ، ومن هذا ضغث ، فيمزجان فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه» (٢) .
وقال في خطبة اُخرى : «فلا يلهينّكم الأمل ولا يطولنّ عليكم الأجل ، فإنّما أهلك من كان قبلكم امتداد أملهم ، وتغطية الآجال عنهم ، حتّى نزل بهم الموعود ، واعلموا أنّكم لن تعرفوا الرشد ، حتّى تعرفوا الذي تركه ، ولن تعرفوا الضلالة ، حتّى تعرفوا الهدى ، ولن تعرفوا التقوى ، حتّى تعرفوا الذي تعدّى ، فإذا عرفتم ذلك عرفتم البدع والتكلّف ، ورأيتم الفرية على اللّه وعلى رسوله والتحريف لكتابه ، ورأيتم كيف هدى اللّه من هدى ، فلا يجهلنّكم الذين لا يعلمون ، إنّكم لن تنالوا ما تريدون إلاّ بترك ما تشتهون ، ولن تظفروا بما تأملون إلاّ بالصبر على ما تكرهون» (٣) .
وفي خطبة اُخرى : «إنّ من لم يجعله اللّه من أهل صفة الحقّ فاُولئك هم شياطين الإنس والجنّ ، وإنّ لشياطين الإنس حيلاً ومكراً وخدائع ، ووسوسة بعضهم إلى بعض يريدون إن استطاعوا أن يردّوا أهل الحقّ عمّا
__________________
(١) الخصال ١ : ٥١ ـ ٥٢ / ٦٢ ـ ٦٤ ، الأمالي للمفيد : ٩٢ / ١ ، و٢٠٧ / ٤١ ، الأمالي للطوسي : ١١٧ / ١٨٣ ، و٢٣١ / ٤٠٩ ، نهج البلاغة : ٨٣ الخطبة ٤٢ ، بتفاوت في بعض الألفاظ .
(٢) نهج البلاغة : ٨٨ الخطبة ٥٠ ، الكافي ١ : ٤٣ / ١ ، (باب البدع والرأي) ، الاُصول الستّة عشر : ٢٥ أصل عاصم الحنّاط ، بتفاوت .
(٣) الكافي ٨ : ٣٨٩ ـ ٣٩٠ / ٥٨٦ .