ثمّ متابعة جماهير الناس حتّى العلماء وأرباب البأس حكّام بني اُميّة وبني العبّاس ممّا لا يمكن إنكاره ، مع إجهارهم بالجور والفجور ، وإظهارهم البدع والمعاصي وشرب الخمور ، وسبّهم عليّاً عليهالسلام على المنابر ، وشتمهم الزهراء البتول عليهاالسلام ، وقتلهم الأئمّة (١) ممّن أوجب اللّه مودّتهم من آل الرسول .
ومن الغرائب أنّ عامّة العامّة كانوا يقولون بصحّة خلافة هؤلاء مع علمهم بوجود هذه الأوصاف فيهم ، بل مع روايتهم أخباراً في ذمّ خصوص هؤلاء ، بل كفرهم وضلالهم .
وما نقلوا عنه صلىاللهعليهوآله أنّه قال: «الخلافة ثلاثون سنة ثمّ مُلك عضوض» (٢) (٣) .
وما استفاض نقله بين الفريقين عنه صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «سيكون عليكم اُمراء تعرفون منهم وتنكرون ، فمن أنكر فقد برئ ، ومن كره فقد سلم ، ولكن من رضي وتابع أبعده اللّه» (٤) . وسيأتي الخبر أيضاً .
وقد مرّ نبذ من أحوال جمهور الصحابة والتابعين والعلماء المشهورين بين المخالفين ، ويأتي أيضاً كثير منها ، فاعتبروا يا اُولي
__________________
(١) في «ن» و«س» و«ش» : آلافاً .
(٢) «مُلك عضوض» : أي يصيب الرعيّة فيه عسف وظلم ، كأ نّهم يُعضُون فيه عضّاً . والعضوض : من أبنية المبالغة .
انظر : النهاية ٣ : ٢٥٣ ـ مادة عضض ـ .
(٣) غوالي اللآلي ١ : ١٢٥ / ٦١ ، مسند أحمد ٦ : ٢٨٩ / ٢١٤١٢ ، المعجم الكبير ١ : ٥٥ / ١٣ ، سنن الترمذي ٤ : ٥٠٣ / ٢٢٢٦ ، كنز العمّال ٦ : ٨٧ / ١٤٩٦١ ، وفيها بتفاوت يسير .
(٤) المصنّف لابن أبي شيبة ١٥ : ٧١ / ١٩١٤٣ ، مسند أحمد ٧ : ٤١٩ / ٢٥٩٨٩ ، المعجم الأوسط ٥ : ١٦٣ / ٤٧٤٥ ، السنن الكبرى للبيهقي ٣ : ٣٦٧ ، ٨ : ١٥٨ ، كنز العمّال ٥ : ٧٨٣ / ١٤٣٧٨ ، وفيها بتفاوت ، ولم نعثر عليه في مصادر الخاصّة .