القرّاء عند قراءتهم ، حيث إنّ همّتهم مقصورة على محض الغناء فيه ، وتحسين الصوت ، وأداء القواعد المصطلحة عند القرّاء ، بحيث لا يتجاوز حناجرهم أصلاً ، فضلاً عن التدبّر في معناه ، والتأمّل فيما هو أصل مغزاه .
وقال عليّ عليهالسلام في بعض كلامه : «إنّ هاهنا» وأشار إلى صدره «لعلماً جمّاً لو أصبت له حملةً ! بلى اُصيب لَقناً غير مأمون عليه ، مستعملاً آلة الدين للدّنيا ، ومستظهراً بنعم اللّه على عباده ، وبحججه على أوليائه» ـ وبسط الكلام عليهالسلام إلى أن ذكر أهل الحقّ ـ ثمّ قال : «اُولئك واللّه ، الأقلّون عدداً ، والأعظمون قدراً» (١) ، الخبر .
وقال عليهالسلام أيضاً : «القلوب أوعية وخيرها أوعاها للخير ، والناس ثلاثة : عالم ربّاني ، ومتعلّم على سبيل النجاة ، وهمج رعاع أتباع كلّ ناعق» (٢) ، الخبر .
وفي روايات العامّة قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «الخير كثير وفاعله قليل» رواه الطبراني وغيره (٣) .
أقول : ولقد كفى في مزيد توضيح هذا المقام ما ثبت من إخبار رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بافتراق اُمّته على ثلاث وسبعين فرقة واحدة منها الناجية (٤) .
__________________
(١) نهج البلاغة : ٤٩٦ / ١٤٧ (قصار الحكم) ، بتفاوت يسير في بعض الألفاظ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٠٦ .
(٢) نهج البلاغة : ٤٩٥ ـ ٤٩٦ / ١٤٧ (قصار الحكم) ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٠٥ ، الخصال ١٨٦ / ٢٥٧ ، كمال الدين : ٢٩٠ / ٢ قطعة من الحديث ، الإرشاد ١ : ٢٢٧ ، تاريخ بغداد ٦ : ٣٧٩ ، وفيها بتفاوت يسير.
(٣) المعجم الأوسط ٦ : ٤٧ / ٥٦٠٨ ، كتاب ذكر أخبار إصفهان لأبي نعيم ١ : ٢٠٣ ، تاريخ بغداد ٨ : ١٧٧ ، جامع الأسانيد ١ : ١٠٧ ، مجمع الزوائد ١ : ١٢٥ .
(٤) وردت هذه الرواية بألفاظ مختلفة وأسانيد متعدّدة من العامّة والخاصّة .