وأنّه كما أبقى بعض المرسلين حيّاً غائباً كالخضر وعيسى عليهماالسلام مثلاً ، كذلك جعل قائم الأئمّة عليهمالسلام كذلك .
وكما أنّه بيّن معظم الكرامات والآيات الدالّة على جلالة شأن من أراد تبيان حاله من النبيّين ، كردّ الشمس ليوشع ، ونزول المائدة على عيسى بن مريم وأمثال ذلك، بيّن مثلها في أئمّة هذه الاُمّة أيضاً ، كردّ الشمس لعليّ عليهالسلام ، ونزول المائدة عليه وعلى فاطمة عليهاالسلام ، التي أراد اللّه أن يبيّن أنّها نظيرة مريم في هذه الاُمّة .
كما تبيّن أنّ الحميراء كانت نظيرة صفوراء ، بل سيأتي ما يدلّ على أنّها أيضاً ورفيقتها (١) كامرأة نوح ولوط من نقل محبّيهما .
وبالجملة : أمثال هذه الأشياء كثيرة ، ونحن اكتفينا هاهنا ببيان ما كان واضحاً بحيث لم ينكره المخالفون أيضاً ، وكان وجه الشبه ظاهراً بيّناً ، وسيأتي في المواضع المناسبة متفرّقاً ، لاسيّما في فصول فضائل الأئمّة بعضٌ آخَر أيضاً ، ويكفي ما ذكرناه هاهنا في الوصول إلى مرتبة فهم سائر أنواع الانطباق ، واللّه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
__________________
(١) يظهر أ نّه يقصد بها : حفصة بنت عمر .