ولا بالعدد.
______________________________________________________
ولو كان الرجوع إلى المنجم حجة لأرشدوا إليه ، وأيضا فإن أكثر أحكام التنجيم مبني على قواعد ظنية مستفادة من الحدس الذي يخطئ أكثر مما يصيب ، وأيضا فإن أهل التقويم لا يثبتون أول الشهر بمعنى جواز الرؤية ، بل بمعنى تأخر القمر عن محاذاة الشمس ليرتبوا عليه مطالبهم من حركات الكواكب وغيرها ، ويعترفون بأنه قد لا تمكن رؤيته ، والشارع إنما علق الأحكام على رؤية الهلال لا على التأخر المذكور.
وحكى الشيخ في الخلاف عن شاذ منّا العمل بالجدول (١). ونقله في المنتهى عن بعض الجمهور ، تمسكا بقوله تعالى ( وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) (٢) وبأن الكواكب والمنازل يرجع إليها في القبلة والأوقات ، وهي أمور شرعية ، فكذا هنا (٣).
والجواب [ عن الأول ] (٤) أن الاهتداء بالنجم يتحقق بمعرفة الطرق ومسالك البلدان وتعريف الأوقات.
وعن الثاني بأن الذي يرجع إليه في الوقت والقبلة مشاهدة النجم ، لا ظنون أهل التنجيم الكاذبة في أكثر الأوقات.
قال في التذكرة (٥) : وقد شدد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في النهي عن سماع كلام المنجم حتى قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من صدّق كاهنا أو منجما فهو كافر بما أنزل على محمد » (٦).
قوله : ( ولا بالعدد ).
__________________
(١) الخلاف ١ : ٣٧٨.
(٢) النحل : ١٦.
(٣) المنتهى ٢ : ٥٩٠.
(٤) أثبتناه من « ح ».
(٥) التذكرة ١ : ٢٧١.
(٦) غوالي اللآلي ٣ : ١٤٠ ـ ٣٠ ، الوسائل ٧ : ٢١٥ أبواب أحكام شهر رمضان ب ١٥ ح ٢.