ولا يقضي الولي إلا ما تمكن الميت من قضائه وأهمله ، إلا ما يفوت بالسفر ، فإنه يقضي ولو مات مسافرا على رواية.
______________________________________________________
وإطلاق هذه الروايات وما في معناها يقتضي عدم الفرق بين أن يكون الفوات لعذر أو غيره (١).
وحكى الشهيد في الذكرى عن المصنف ـ رحمهالله ـ أنه قال في مسائله البغدادية المنسوبة إلى سؤال جمال الدين بن حاتم المشغري رحمهالله : الذي ظهر لي أن الولد يلزمه قضاء ما فات الميت من صيام وصلاة لعذر كالمرض والسفر والحيض ، لا ما تركه عمدا مع قدرته عليه ، ثم قال الشهيد رحمهالله : وقد كان شيخنا عميد الدين ـ قدس الله لطيفه ـ ينصر هذا القول ، ولا بأس به فإن الروايات تحمل على الغالب من الترك ، وهو إنما يكون على هذا الوجه (٢). وهو اعتبار حسن.
قوله : ( ولا يقضي الولي إلا ما تمكن الميت من قضائه ، إلا ما يفوت بالسفر ، فإنه يقضي ولو مات مسافرا على رواية ).
هذا التفصيل ورد في عدة روايات ، منها ما رواه الكليني في الصحيح ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : سألته عن امرأة مرضت في شهر رمضان ، أو طمثت ، أو سافرت فماتت قبل خروج شهر رمضان ، هل يقضي عنها؟ قال : « أما الطمث والمرض فلا ، وأما السفر فنعم » (٣).
وما رواه الشيخ في الموثق ، عن محمد وهو ابن مسلم ، عن أبي
__________________
(١) الفقيه ٢ : ٩٩.
(٢) الذكرى : ١٣٨.
(٣) الكافي ٤ : ١٣٧ ـ ٩ ، الوسائل ٧ : ٢٤١ أبواب أحكام شهر رمضان ب ٢٣ ح ٤.