وصوم عرفة لمن لم يضعفه عن الدعاء وتحقق الهلال.
______________________________________________________
اليوم دوران الشمس في فلكها دورة واحدة ، وهو يقتضي عدم خلق السماوات قبل ذلك ، فلا يتم عد الأشهر في تلك المدة.
ويمكن دفعه بأن الكتاب العزيز ناطق بتأخر الدحو عن خلق السماء والأرض والليل والنهار ، حيث قال عزّ وجلّ ( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها. رَفَعَ سَمْكَها فَسَوّاها. وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها ) (١) وعلى هذا فيمكن تحقق الأهلة وعد الأيام قبل ذلك.
قوله : ( وصوم يوم عرفة لمن لم يضعفه عن الدعاء وتحقق الهلال ).
يريد بذلك أن استحباب صوم هذا اليوم مشروط بشرطين ، أحدهما : أن لا يضعفه عن الدعاء ، أي عما هو عازم عليه منه في الكمية والكيفية ، ويستفاد من ذلك أن الدعاء في ذلك اليوم أفضل من الصوم.
والثاني : أن يتحقق الهلال ، بمعنى أن يرى في أول الشهر رؤية لا يحصل فيها التباس واحتمال كونه لليلة الماضية ، حذرا من صوم العيد وينبغي قراءة « وتحقق » بفتح القافين ، ليكون فعلا ماضيا ، والضمير المستكن فيه عائدا إلى الموصول.
ويدل على استحباب صومه لمن لم يضعفه عن الدعاء ما رواه الشيخ في الصحيح ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : سألته عن صوم يوم عرفة ، قال : « من قوي عليه
__________________
(١) النازعات : ٢٧ ـ ٣٠.