والامضاء المستكشف بالسكوت ينصب على النكتة المركوزة عقلائيا لاعلى المقدار الممارس من السلوك خاصة. وهذا يعنى :
أولا : أن الممضى ليس هو العمل الصامت لكى لا يدل على أكثر من الجواز ، بل هو النكتة ، أى المفهوم العقلائى المرتكز عنه فقد يثبت به حكم تكليفى أو حكم وضعى.
وثانيا : أن الامضاء لا يختص بالعمل المباشر فيه عقلائيا فى عصر المعصوم ، ففيماإذا كانت النكتة أوسع من حدود السلوك الفعلى كان الظاهر من حال المعصوم إمضاءها كبرويا وعلى امتدادها.
وعلى ضوء ما ذكرناه نعرف أن ما يمكن الاستدلال به على إثبات حكم شرعى هو السيرة المعاصرة للمعصومين ، لانها هى التى ينعقد لسكوت المعصوم عنها ظهور فى الامضاء دون السيرة المتأخرة.
وقد يتوهم أن السيرة المتأخرة معاصرة أيضا للمعصوم وإن كان غائبا ، فيدل سكوته عنها على إمضائه ، وليست لدينا سيرة غير معاصرة للمعصوم.
والجواب على هذا التوهم : أن سكوت المعصوم فى غيبته لا يدل على إمضائه لا على أساس العقل ولا على أساس استظهارى ، أما الاول فلانه غير مكلف فى حال الغيبة بالنهى عن المنكر وتعليم الجاهل ، وليس الغرض بدرجة من الفعلية تستوجب الحفاظ عليه بغير الطريق الطبيعى الذى سبب الناس أنفسهم إلى سده بالتسبيب إلى غيبته. وأما الثانى فلان الاستظهار مناطه حال المعصوم ، ومن الواضح أن حال الغيبة لا يساعد على استظهار الامضاء من السكوت.
وعلى هذا يعرف أن كشف السيرة العقلائية عن إمضاء الشارع إنما