أما الكتاب فبما ورد فيه من النهى عن اتباع الظن ، كقوله تعالى : « ولا تقف ما ليس لك به علم » (١).
وقد يجاب على ذلك بأن النهى المذكورإنما يدل على نفى الحجية عن خبر الواحد بالاطلاق ، وهذا الاطلاق يقيد بدليل حجية خبر الواحد ، سواء كان لفظيا أو سيرة.
أما على الاول فواضح ، وأما على الثانى فلان إطلاق الايات لا يصلح أن يكون رادعا عن السيرة كما تقدم ، وهذا يعنى استقرار حجية السيرة فتكون مقيدة للاطلاق.
وأما السنة ففيها ما دل على عدم جواز العمل بالخبر غير العلمى (٢) ، وفيها ما دل على عدم جواز العمل بخبر لا يكون عليه شاهد من الكتاب الكريم (٣).
أما الفريق الاول فيرد عليه :
أولا : أنه من أخبار الاحاد الضعيفة سندا ولا دليل على حجيته.
وثانيا : أنه يشمل نفسه لانه خبر غير علمى بالنسبة إلينا ، ولا نحتمل الفرق بينه وبين سائر الاخبار غير العلمية ، وهذا يعنى إمتناع حجية هذا الخبر ، لان حجيتة تؤدى إلى نفى حجيته والتعبد بعدمها.
وأما الفريق الثانى فيرد عليه : أنه لو تم فى نفسه لكان مطلقا شاملا للاخبار الواردة فى اصول الدين ، والاخبار الواردة فى الاحكام ، فيعتبر
__________________
(١) سورة الاسراء : ٣٦.
(٢) مثل ماورد عن الامام العسكرى (ع) : « ما علمتم أنه قولنا فالزموه ، وما لم تعلموا فردوه إلينا ». الوسائل ج ١٨ ب ٩ من صفات القاضى ح ٣٦.
(٣) الوسائل ج ١٨ ب ٩ من صفات القاضى.