أبيه النخعي قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « يا ميسر أي البلدان أعظم حرمة » ؟ قال : فما كان منا أحد يجيبه حتى كان الراد على نفسه .
قال ، فقال : « مكّة » ، فقال : « أي بقاعها أعظم حرمة » ؟ قال : فما كان منّا أحد يجيبه حتى كان الراد على نفسه ، قال : « ما بين الركن الى الحجر ، والله لو أن عبداً عبد الله ألف عام حتى ينقطع علباؤه (١) هرماً ، ثم أتى الله ببغضنا أهل البيت ، لرد الله عليه عمله » .
٢٦٣ / ٣٨ ـ وعن محمّد بن علي بن محبوب ، عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : « إنّ من دان الله بعبادة ، يجهد فيها نفسه بلا إمام عادل من الله فإنّ سعيه غير مشكور وهو ضالّ متحيّر » .
٢٦٤ / ٣٩ ـ الإِمام الهمام أبو محمّد العسكري ( عليه السلام ) : « قال الصادق ( عليه السلام ) : أعظم الناس حسرة رجل جمع مالاً عظيماً بكدّ شديد ومباشرة الأهوال وتعرّض الأخطار ، ثمّ أفنى ماله صدقات ومبرّات ، وأفنى شبابه وقوّته عبادات وصلوات وهو مع ذلك لا يرى لعليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) حقّه ، ولا يعرف له في الإِسلام محلّه ، ويرى أنّ مَن لا بعُشرة ولا بعشر عشير معشاره أفضل منه ( عليه السلام ) ، يوافق على الحجج فلا يتأمّلها ، ويحتجّ عليه بالآيات والأخبار فيأبى إلّا تمادياً في غيّه ، فذاك أعظم حسرة من كلّ من يأتي يوم
__________________________
(١) العلباء بكسر العين والمد : هما عصبتان عريضتان صفراوان ممتدتان على الظهر ( مجمع البحرين ج ٢ ص ١٢٩ علب ) .
٣٨ ـ المحاسن ص ٩٢ ح ٤٧ البحار ج ٢٣ ص ٨٦ ح ٢٩ .
٣٩ ـ تفسير الامام العسكري ص ١٤ ، البحار ج ٢٧ ص ١٨٦ ح ٤٥ ، مع اختلاف باللفظ فيهما .