فلقد شمل مبعثه من الجنّ والإِنس ما لا تحصى ، الخبر .
وفي هذا المعنى أخبار كثيرة تدلّ على أنّ الجنّ كالإِنس في التكاليف الشرعيّة الفرعيّة الإِسلاميّة ، والله العالم .
٢٩٤ / ٢ ـ البحار ـ عن دلائل الإِمامة للطبري الإِمامي ـ ، عن أبي المفضّل محمّد بن عبد الله ، عن محمّد بن همام ، عن احمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم ، عن أبيه ، عن بعض رجاله ، عن الهيثم بن واقد ، قال : كنت عند الرضا ( عليه السلام ) بخراسان وكان العباس يحجبه ، فدعاني وإذا عنده شيخ أعور يسأله ، فخرج الشيخ فقال لي : ردّ عليَّ الشيخ ، فخرجت الى الحاجب فقال : لم يخرج عليَّ أحد ، فقال الرضا ( عليه السلام ) : أتعرف الشيخ ؟ فقلت : لا ، فقال هذا رجل من الجنّ سألني عن مسائل ، وكان فيما سألني عنه مولودان ولدا في بطن ملتزقين مات أحدهما كيف يصنع به ؟ قلت : ينشر الميت عن الحيّ .
٢٩٥ / ٣ ـ مصباح الشريعة : قال الصادق ( عليه السلام ) : « لا يتمكن الشيطان بالوسوسة من العبد إلّا وقد أعرض عن ذكر الله ، واستهان بأمره ، وسكن الى نهيه ، ونسي اطّلاعه على سره ، فالوسوسة ما يكون من خارج القلب باشارة معرفة العقل ، ومجاورة الطبع ، أما اذا تمكن في القلب فذلك غيّ وضلالة وكفر ، والله عزّ وجلّ دعا عباده بلطف دعوته ، وعرفهم عداوة ابليس فقال تعالى : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) (١) وقال : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ) (٢) فكن
__________________________
٢ ـ البحار ج ٨١ ص ٣١٠ ح ٣٢ عن دلائل الإِمامة ص ١٩٥ .
٣ ـ مصباح الشريعة ص ٢٢٥ باختلاف يسير ، عنه في البحار ج ٧٢ ص ١٢٤ ح ٢ .
(١) الاعراف ٧ : ٢٢ .
(٢) فاطر ٣٥ : ٦ .