سهيل بن عمرو على يزيد بن معاوية ، قال الحسن ( عليه السلام ) : فاذكرني لها ، فأتاها أبو هريرة فأخبرها الخبر. فقالت : اختر لي فقال : اختار لك الحسن ، فتزوجته ، فقدم عبد الله ابن عامر فرقّ لها رقة عظيمة ، فقال الحسن : ألا أنزل لك عنها فلا أراك تجد محللاً خيراً لكما مني؟ قال : لا ثمّ قال لها وديعتي ، فأخرجت سفطين فيهما جوهر ففتحهما وأخذ من أحدهما قبضة ، وترك الآخر عليها. وكانت قبل ابن عامر عند عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد فكانت تقول : سيدهم جميعاً الحسن ، وأسخاهم ابن عامر ، وأحبّهم إليّ عبد الرحمن بن عتاب » (١).
هذه رواية المدائني وتبقى لها دلالات غير خفيّة ، فزيجة تتم بما وصفت الرواية لا تمنع المرأة من الاستجابة لاستغواء معاوية لها بالمال من ارتكاب الجريمة ، فهي وإن رأت في الحسن سيّد الأزواج الا ان بريق المائة ألف من الأصفر الرنان يغشي البصر والبصيرة.
كما أنّ معاوية رأى في استغوائها بالمال انتقاماً بها ومنها فهو حين يرملها من زوجها سيّد الأزواج ما دامت تزوجته ولم تتزوج بابنه يزيد ، ثمّ هو ينتقم بها من الحسن ( عليه السلام ) لأنّه خطبها له أبو هريرة فتزوج ممّن سوف تكون مخطوبة يزيد.
وتبقى سلامة الخاطب ـ أبو هريرة ـ إذ لم يصبه ضرر من معاوية ولا من يزيد فيما أعلم. وهنا تنتصب علامة تعجّب واستفهام (!؟).
وهذه المرأة إذ لم يذكرها مؤرخوا الحسن ( عليه السلام ) من أصحاب الكتب المحدثين في قائمة أزواجه فمن الطبيعي أن لا يذكروها فيمن دس إليها معاوية سماً تسم به الحسن ( عليه السلام ).
____________________
(١) شرح النهج لابن أبي الحديد ٤ / ٤ ط مصر الأولى.