موافقته في تعيين مكان اللقاء لما ورد في الخبر الأوّل ، لكنا بيّنا أنّ صيغة التعجب من معاوية لا تدل على بداية اللقاء بعد موت الإمام الحسن ( عليه السلام ).
على أنّ ابن سعد ذكر في كتابه الطبقات الكبير في ترجمة الإمام الحسن ( عليه السلام ) أربعة أخبار في لقاء ابن عباس مع معاوية بعد موت الإمام الحسن ( عليه السلام ) نذكرها بحذافيرها كما هي :
« ٣٢٧ ـ قال : أخبرنا محمّد بن عمر ، قال حدثنا عبد العزيز بن محمّد ، عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال : لمّا جاء نعي الحسن ابن عليّ ، استأذن ابن عباس على معاوية ـ وكان ابن عباس قد ذهب بصره ، فكان يقول لقائده : إذا دخلت بي على معاوية فلا تقدني فان معاوية يشمت بي ـ فلمّا جلس قال معاوية : لأخبرنّه بما هو أشدّ عليه من أن أشمت به ، فلمّا دخل قال : يا أبا العباس هلك الحسن بن عليّ ، فقال ابن عباس إنّا لله وإنّا إليه راجعون ـ وعرف ابن عباس أنّه شامت به ـ فقال : أما والله يا معاوية لا يُسدّ حفرتك ، ولا تُخَلّد بعده ، ولقد أصبنا بأعظم منه ، فجبرنا الله بعده ، ثمّ قام.
فقال معاوية : لا والله ما كلّمت أحداً قط أعدّ جواباً ولا أعقل من ابن عباس.
٣٢٨ ـ قال : أخبرنا عفّان بن مسلم قال : حدّثنا سلاّم أبو المنذر قال قال معاوية لابن عباس مات الحسن بن عليّ يبكّته بذلك ، قال : فقال : لئن كان مات فإنّه لا يسدّ بجسده حفرتك ، ولا يزيد موته في عمرك ، ولقد أصبنا بمن هو أشدّ علينا فقداً منه ، فجبر الله مصيبته.
٣٢٩ ـ قال : أخبرنا عليّ بن محمّد عن مسلمة بن محارب ، عن حرب بن خالد قال : قال معاوية لابن عباس : يا عجباً من وفاة الحسن شرب عسلة بماء رومة