فابن كثير شاميّ البلد والهوى ، وهو يروي ذلك عن ابن عساكر وهو مثله وكلّهم في حب معاوية سوا.
١ ـ قال المسيّب بن واضح عن أبي إسحاق الفزاري عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال : « أتى جبرئيل إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فقال : يا محمّد أقرئ معاوية السلام واستوصى به خيراً ، فإنّه أمين الله على كتابه ووحيه ونعم الأمين ».
قال ابن كثير : ثمّ أورده ابن عساكر من وجه آخر عن عبد الملك بن أبي سليمان ثمّ أورده أيضاً من رواية عليّ وجابر بن عبد الله ... ولكن في الأسانيد اليهما غرائب (١).
أقول : وهذا يعني بنظره سلامة الإسناد إلى ابن عباس فلننظر حال رجاله ، وحسبنا سقوط السند لوجود المسيب بن واضح الّذي قال فيه ابن عدي : « قلت لعبدان أيهما أحبّ إليك عبد الوهاب بن الضحاك أو المسيب بن واضح؟ فقال : كلاهما سواء » (٢). وإذا عرفنا أنّ عبد الوهاب من الكذّابين الوضّاعين المعروفين متروك ضعيف جداً كثير الخطأ والوهم فيكفي ذلك في رد روايته (٣) ، وقد ضعّفه الدارقطني في أماكن من سننه (٤) ، ودع عنك جهالة أبي إسحاق الفزاري ، وقول شعبة في عبد الملك بن أبي سليمان لتفرّده عن عطاء بخبر الشفعة للجار وقال : « لو روى عبد الملك حديثاً آخر مثل حديث الشفعة لطرحت حديثه » (٥).
____________________
(١) البداية والنهاية ٨ / ١٢٠.
(٢) الكامل لابن عدي ٥ / ٢٩٥.
(٣) مجمع الزوائد ٩ / ٣٥٧ ، وفيه قال البخاري : عنده عجائب كما في الكامل لابن عدي ٥ / ٢٩٥.
(٤) ميزان الاعتدال ٤ / ١١٧.
(٥) الكامل لابن عدي ٥ / ٣٠٢.