بِهَا ) (١) ، وقد رد في محكم التنزيل تلك المقولة فقال : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ) (٢) ، وقال : ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ النَّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ) (٣) ، ورسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) كان يقول : ( انّ الله لم يسترع عبداً برعيته الا وهو سائله عنها ) (٤) ، أمّا ابن حجر فهو يبرر استخلاف معاوية لابنه حيث اعتقد أنّه أولى من أبناء بقية أولاد الصحابة كلّهم (؟!) يعني بما فيهم الحسين وابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأضرابهم من الصحابة فضلاً عن أبنائهم ممّن لا يساوي يزيد شسع نعل واحد منهم في هديه وسمته.
ومع اصرار ابن حجر على تصحيح الاستخلاف حيث قال : « ولو ثبت عنده أدنى ذرة ممّا يقتضي فسقه بل وإثمه لم يقع منه ما وقع ». كيف يصح هذا ومعاوية يعترف بأن استخلافه إنّما هو لهواه فيه على ما هو فيه؟ ولذلك لمّا حاق به ما كان عزوفاً عنه في مرضه عند موته فقال الكثير ممّا يُدين به نفسَه ، حتى ظهر منه ما تخيلوه من الهجر والهذيان وما هو إلاّ سوء الخاتمة حيث كانت تتراءى له جرائم أعماله فيفزع ويقول ما يقول.
فقد روى البلاذري عن أبي الهيثم الرحبي قال : « قال معاوية ليزيد : ما ألقى الله بشيء أعظم في نفسي من استخلافك » (٥) ، فلو كان معتقداً صلاحه كما يقول ابن حجر فلماذا هذا التهويل والتسويل.
____________________
(١) الأعراف / ٢٨.
(٢) الأعراف / ٢٨.
(٣) ص / ٢٧ ـ ٢٨.
(٤) تطهير الجنان / ٦٠.
(٥) أنساب الأشراف ١ / ٦٠ ق ٤.