البلاذري وفيه : « وقيل الحرث بن خالد بن العاص » (١) ـ فمهما يكن فهو ليس الّذي ورد ذكره في الخبر.
رابعاً : إنّ ابن عباس لم يبايع ليزيد مطلقاً. فقد ورد ما يؤيد هذا ما سنقرأ من تاريخ حياته في عهد يزيد.
ومن الغريب العجيب أن يُستنَد إلى هذا الخبر في مبايعته ليزيد دون تمحيص وفحص عن السند وفي الدلالة!!
والآن إلى خبر ثالث رواه الزبيدي في أتحاف السادة المتقين ، وإليك ما لفظه : « قال محمود بن محمّد بن الفضل ، حدّثنا أحمد بن عبد الرحمن الكزبراني ، حدّثنا الحسن بن محمّد بن أعين حدّثنا عد بن عبد الرحمن بن محمّد بن مروان عن أبيه قال قال عامر بن مسعود الجمحي كنا جلوساً في مجلس عند الكعبة إذ مرّ بريد ينعى معاوية ، فقلت لأصحابي : قوموا بنا إلى ابن عباس ـ وهو يومئذ بمكة وقد كفّ بصره ـ فنكون أوّل من نخبره ونسمع ما يقول ، فأتيناه فاستأذنا عليه فدخلنا فإذا بين يديه خوان عليه الكفري (٢) ولم يوضع الخبر فسلّمنا وقلنا : هل أتاك الخبر يا بن عباس؟ قال : وما هو؟ قلنا بريد ينعى معاوية ، فقال : ارفع خوانك يا غلام ، ثمّ ظل واجماً كئيباً مطأطئاً رأسه لا يتكلم طويلاً ثمّ رفع رأسه وقال :
جبل تزعزع ثمّ مال بركنه |
|
في البحر لا ارتفعت عليه الأبحر |
ثمّ قال : اللّهمّ فإنّك أوسع لمعاوية ... » (٣) إلى آخر ما مرّ عن ابن قتيبة بتفاوت وزيادات يسيرة لا يعنينا أمرها.
____________________
(١) أنساب الأشراف ٤ / ١٢.
(٢) وعاء طلع النخل.
(٣) أتحاف السادة المتقين ١٤ / ١٩٣.