وسند هذا الخبر فيه ينتهي إلى عامر بن مسعود وقد مرّ حاله في خبر البلاذري ، غير أنّ الراوي عنه هنا غير الّذي مرّ في خبر البلاذري ، فلا بدّ من بيان حال رجاله من أوّل السند :
١ ـ محمود بن محمّد بن الفضل صاحب كتاب المتفجعين الّذي نقل عنه الزبيدي هذا الخبر ولم أعرف عنه شيئاً بالرغم من البحث عنه في مظانه فهو مجهول عندي.
٢ ـ أحمد بن عبد الرحمن الكزبراني مجهول كسابقه.
٣ ـ الحسن بن محمّد بن أعين مولى أم عبد الملك : بنت محمّد بن مروان ، قال أبو حاتم : « أدركته ولم أكتب عنه » (١).
٤ ـ محمّد بن عبد الرحمن بن محمّد بن مروان مجهول الحال.
٥ ـ عبد الرحمن بن محمّد بن مروان مجهول الحال.
ويكفي في سقوط الخبر وجوده وابنه ثمّ مولاهم الأموي وكلّهم متهمون في روايتهم لأنّهم يجرون نفعاً بتصحيح خلافة يزيد ومبايعة ابن عباس لواليه.
وثمة خبر يرويه أبو الفرج في الأغاني فيه جملة ممّا مرّ في خبري ابن قتيبة والزبيدي من قول ابن عباس في القرابة بين بني عبد مناف ، غير أنّ ذلك كان في أيام ابن الزبير حين نفى بني أمية عن الحجاز ، فلعل الأمويون ركّبوا من ذلك وما أضافوه إليه الخبر الّذي رواه الزبيدي ، واليك خبر أبي الفرج بسنده عن ابن أبي مليكة : « قال : رأيتهم ـ يعني بني أمية ـ يتتايعون (٢) نحو ابن عباس حين نفى ابن الزبير بني أمية عن الحجاز ، فذهبت معهم وأنا
____________________
(١) أنظر تهذيب التهذيب ٢ / ٣١٧.
(٢) والتتايع : التتابع في الشر والتهافت من غير رويّة.