واشتهر عنه ( عليه السلام ) قوله : « ما زال الزبير منا حتى نشأ ابنه المشؤم عبد الله » (١).
وقال أيضاً فيه : « خبّ ضبّ يروم أمراً لا يدركه ، نصب حبالة الدين لاصطياد الدنيا ، وهو بعدُ مصلوب قريش » (٢).
وهذا من بعض ما كان يخبر به قبل وقوعه من الحوادث ، وهو ممّا علّمه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) من لدن عليم حكيم.
روى الذهبي عن الواقدي قال : « حدثنا ربيعة بن عثمان وابن أبي سبرة وغيرهما قالوا : جاء نعي يزيد في ربيع الآخر سنة أربع وستين فقام ابن الزبير فدعا إلى نفسه ، وبايعه الناس ، فدعا ابن عباس وابن الحنفية إلى بيعته ، فامتنعا ، وقالا : حتى يجتمع لك الناس ، فداراهما سنتين ثمّ أنّه أغلظ لهما ودعاهما فأبيا » (٣).
وقد ذكر المؤرخون له مواقف عدائية تنمّ عن كامنٍ حقد ونُصب بغيض.
وإلى القارئ بعض ما ذكروه فقد روى ابن سعد في الطبقات بسنده عن عطية العوفي قال : « فلمّا جاء نعي يزيد بن معاوية وبايع ابن الزبير لنفسه ودعا الناس إليه ، دعا ابن عباس ومحمّد بن الحنفية إلى البيعة فأبيا يبايعان له ، وقالا حتى يجتمع لك البلاد ويتسق لك الناس ، فأقاما على ذلك ما أقاما ، فمرة
____________________
(١) شرح النهج للمعتزلي ٤ / ٤٨٠ ط الأولى بمصر ، وشرح النهج محمّد عبده ٣ / ٢٦٠ حكمة ٣٥٤ ط الاستقامة ، وقد روى أبو عمر في الاستيعاب هذه الكلمة في ترجمة ابن الزبير بدون لفظ المشؤم ، وأحسب أنها ثقلت عليه فحذفها.
ورواها ابن الأثير في أسد الغابة ٣ / ١٦٢ في ترجمة ابن الزبير. كما ذكرها ابن عبد ربه في العقد الفريد ٥ / ٧٢ ط لجنة التأليف والترجمة والنشر ، وفي ٣ / ٩٦ طبعة أخرى ، وذكرها المفيد في الجمل / ١٩٢ ، وهي في نهج البلاغة نسخة جديدة محققة وموثقة ، تحقيق وتوثيق دكتور صبري إبراهيم السيّد ، جامعة عين شمس وجامعة قطر.
(٢) أنظر سفينة البحار ٣ / ٣٣.
(٣) سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٦٥ ط دار الفكر ، مختصر تاريخ دمشق ١٢ / ١٩٠ هامش المصدر.