سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : « تمتع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، فقال عروة : نهى أبو بكر وعمر عن المتعة. فقال ابن عباس : ما تقول يا عريّة؟ قال : نهى أبو بكر وعمر عن المتعة فقال ـ ابن عباس ـ : أراهم سيهلكون! أقول : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ويقولون : قال أبو بكر وعمر.
قال ابن حزم : إنّها لعظيمة ما رضي بها قط أبو بكر وعمر ... » (١).
وازداد عروة عتواً حين جرت الرياح لصالح أخيه وتعدّى في سلطانه على بني هاشم حتى أراد إحراقهم ، فأنجاهم الله تعالى من كيده بإغاثة المختار لهم بجيش أرسله مع أبي عبد الله الجدلي ـ كما مرّ ذكر ذلك ـ وصار الناس ينقدون ابن الزبير على فعله ذلك ، وخشية انفضاض من معه عنه.
« كان عروة بن الزبير يعذر أخاه إذا جرى ذكر بني هاشم ، وحصره إياهم في الشعب ، وجمعه الحطب لتحريضهم ويقول : إنما أراد بذلك ألاّ تنتشر الكلمة ولا يختلف المسلمون ، وأن يدخلوا في الطاعة فتكون الكلمة واحدة ، كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم لمّا تأخروا عن بيعة أبي بكر ، فإنّه أحضر الحطب ليحرّق عليهم الدار » (٢). قال المسعودي في مروج الذهب بعد ذكره هذا الخبر
____________________
(١) تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٣٧ ط حيدرأباد.
(٢) شرح النهج لابن أبي الحديد المعتزلي الحنفي ٢٠ / ١٤٧ بتحـ محمّد أبو الفضل إبراهيم. نقلاً عن المسعودي ، ولدى الرجوع إلى المطبوع من مروج الذهب نجد الاختلاف في الطبعات القديمة والحديثة وحسبنا أن ننقل لكم ما في طبعة بولاق سنة ١٢٨٣ ، ٢ / ٧٩ وطبعة الأزهرية سنة ١٣٠٣ وبهامشها روضة الناظر لابن الشحنة ٢ / ٧٢ ، وطبعة مصرية ثالثة بهامش تاريخ ابن الأثير ٦ / ١٦٠ ـ ١٦١ وطبعة العامرة البهية سنة ١٣٤٦ ففيها : كان عروة بن الزبير يعذر أخاه إذا جرى ذكر بني هاشم وحصره إياهم في الشعب ، وجمعه الحطب لتحريقهم ويقول : إنّما أراد بذلك إرهابهم ، ليدخلوا في طاعته ، كما أرهب بنو هاشم وجمع لهم الحطب لإحراقهم ، إذ هم أبوا البيعة فيما سلف ...
أمّا في الطبعات الحديثة بمصر وبيروت فثمة حذف متعمد ، ستراً على السلف. واليكم نص ما في طبعة مصر بتحقيق محمّد محي الدين عبد الحميد سنة ١٣٦٧ مطبعة