وإذا قال : أشهد أن لا إله إلاّ الله يقول : يقوم يوم القيامة ويشهد لي ما في السموات وما في الأرض على أنّي أخبرتكم في اليوم خمس مرات.
وإذا قال : أشهد أنّ محمّداً رسول الله يقول : يقوم يوم القيامة ومحمّد يشهد لي عليكم أن قد أخبرتكم بذلك في اليوم خمس مرات وحجتي عند الله قائمة.
وإذا قال : حي على الصلاة يقول : ديناً قيّماً فأقيموه.
وإذا قال : حي على الفلاح يقول : هلمّوا إلى طاعة الله وخذوا سهمكم من رحمة الله ـ يعني الجماعة ـ.
وإذا قال العبد : الله أكبر يقول : حرمت الأعمال.
وإذا قال : لا إله إلاّ الله يقول : أمانة سبع سماوات وسبع أرضين والجبال والبحار وُضعت على أعناقكم ، إن شئتم فأقبلوا ، وإن شئتم فأدبروا » (١).
وفي هذا النص إيماءة إلى أنّ ابن عباس كان يصلي بهم جماعة ، وتلك الايماءة هي قول عطاء : « فجاء المؤذن فقال ... لماذا جاء وأذّن؟ أليس للصلاة؟ » فمن ذا يكون الإمام إذا لم يكن هو ابن عباس ، ولو كان غيره لذكر لنا عطاء اسمه كما ذكر اسم المؤذن. هذا ما أراه وفوق كلّ ذي علم عليم.
٢ ـ أخرج الحاكم النيسابوري بسنده عن عبد الله بن مليك العجلي : « قال سمعت ابن عباس ( رضي الله عنهما ) قبل موته بثلاث يقول : اللّهمّ إنّي أتوب إليك ممّا كنت أفتي الناس في الصرف ».
ثمّ قال الحاكم : « هذا حديث صحيح الإسناد وهو من أجلّ مناقب عبد الله ابن عباس ، إنّه رجع عن فتوى لم ينقم عليه في شيء غيرها » (٢). ووافقه الذهبي (٣).
____________________
(١) فلاح السائل / ١٣٧ ط الحيدرية بتقديمي سنة ١٣٨٥.
(٢) المستدرك ٣ / ٥٤٢.
(٣) التلخيص / ٥٤٣ بهامش المستدرك على التصحيح.