شخصه يقرأ الآية المباركة ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) (١) الآية ، قال : « وقبره مشهور بالطائف في مسجد كبير بُني في زمن الناصر لدين الله العباسي ثمّ قال : وأخبرني غير واحد أنّه يشم من قبره رائحة المسك ... » (٢).
أقول : وإذ علمنا أنّ التقي الفاسي هو حسني النسب وكان من أهل القرن التاسع ، فلا يتهم بمالاة العباسيين لأنّهم قد انقرضوا قبل عصره بقرنين من الزمان تقريباً ، وحسنيته النسبية تبعده عن التهمة بالممالاة ، لما هو معروف من عداء بين الحسنيين والعباسيين ، وأوّل ثورة كانت على العباسيين هي ثورة بني الحسن بقيادة محمّد النفس الزكية وأخيه إبراهيم احمر العينين في أيام المنصور الدوانيقي.
فما رواه لنا الفاسي الحسني أنّه أخبره غير واحد أنّه يشم من قبره ـ ابن عباس ـ رائحة المسك لا استبعاد فيه.
وذكر الفاسي أيضاً في كتابه شفاء الغرام : « ومنها ـ الآثار النبوية بالطائف مسجد ينسب للنبيّ صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم في مؤخر المسجد الّذي فيه قبر السيّد عبد الله بن العباس رضي الله عنهما ، لأنّ في جداره القبلي من خارجه حجراً مكتوباً فيه : أمرت السيدة أم جعفر بنت أبي الفضل أم ولاة عهد المسلمين أطال الله بقاءها بعمارة مسجد رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم بالطائف ، وفيه أنّ ذلك سنة اثنتين وتسعين ومائة. والمسجد الّذي فيه قبر ابن عباس رضي الله عنهما أظن أنّ المستعين العباسي عمّره مع ضريح ابن عباس رضي الله عنهما بسبب عمارته لها » (٣).
____________________
(١) الفجر / ٢٧.
(٢) العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ٥ / ١٩٢ تح ـ فؤاد سيّد ط القاهرة سنة ١٣٨٥ هـ.
(٣) شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ١ / ٨٩ ـ ٩٠ ط دار إحياء الكتب العربية.