نقل مذاهب الفرق الإسلامية من ذلك الكتاب ، فلهذا السبب وقع فيه الخلل في نقل هذه المذاهب (١).
ويسجل الشيخ محمّد شلتوت شيخ الجامع الأزهر هذه الملاحظة على كتب الفرق بقوله :
لقد كان أكثر الكاتبين عن الفرق الإسلامية متأثرين بروح التعصب الممقوت ، فكانت كتاباتهم مما تورث نيران العداوة والبغضاء بين أبناء الملة الواحدة ، وكان كلّ كاتب لا ينظر إلى من خالفه إلا من زاوية واحدة ، هي تسخيف رأيه ، وتسفيه عقيدته بأُسلوب شرُّه أكثر من نفعه ، ولهذا كان من أراد الإنصاف لا يكون رأيه عن فرقة من الفرق إلّا من مصادرها الخاصّة ، ليكون هذا أقرب إلى الصواب وأبعد عن الخطأ (٢).
وقال السبكي في الطبقات عند ذكره لكتاب ( الملل والنحل ) للشهرستاني : ومصنف ابن حزم وإن أبسط منه ، إلّا أنّه مبدّد ، ليس له نظام ، ثمّ فيه من الحطّ على أئمة السنّة ونسبة الأشاعرة إلى ما هم بريئون منه ما يكثر تعداده ، ثمّ ابن حزم نفسه لا يدري علم الكلام حق الدراية ، على طريق أهله (٣).
كما أنّ لكتابات المستشرقين دوراً سيئاً في تضليل أفكار المسلمين وتشويه نظرتهم اتّجاه بعضهم البعض ، وكما هو معروف فإنّ هناك أهدافاً سياسية مغرضة وراء حركة الاستشراق ، لابدّ أن يكون تمزيق شمل الأُمّة
__________________
١ ـ الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ٣ : ٣٥ نقلاً عن المناظرات للرازي : ٢٥.
٢ ـ مقدمة إسلام بلا مذهب : ٢٩.
٣ ـ طبقات الشافعية الكبرى ٣ : ٣٧٦.